قال زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ)، رئيس الحكومة الكيبيكية الخارجة، فرانسوا لوغو إنّه من أجل كبح تراجع الفرنسية في مقاطعة كيبيك سيكون من الضروري التمسك بعدد المهاجرين الذي حدده حزبه بـ50 ألفاً إلى المقاطعة سنوياً ابتداءً عام 2023، مضيفاً أنه سيكون ’’انتحارياً بعض الشيء‘‘ قبول المزيد من القادمين الجدد.
وكان لوغو، الذي استقبلت كيبيك في عهده أكبر عدد من المهاجرين، يتحدث صباح اليوم أمام غرفة التجارة في مونتريال الكبرى (CCMM).
وأضاف لوغو أنّ حزبه سيكون ’’أكثر تطلباً‘‘ من حيث مستوى الفرنسية بين المهاجرين الذين تستقبلهم المقاطعة. ’’سنحاول إرسال نسبة أكبر (من المهاجرين) إلى المناطق التي يتحدث سكانها بالفرنسية‘‘.
لكن طالما أننا لم نوقف تراجع اللغة الفرنسية، أعتقد أنه بالنسبة للأمة الكيبيكية التي تريد حماية اللغة، سيكون انتحارياً بعض الشيء زيادة (عدد المهاجرين)
نقلا عن فرانسوا لوغو، زعيم حزب الـ’’كاك‘‘، رئيس الحكومة الكيبيكية الخارجة
وأوضح لوغو لاحقاً أنه سيكون ’’انتحارياً للغة الفرنسية‘‘ زيادة عدد القادمين الجدد إلى كيبيك.
وفي حديثه مع الصحفيين بعد إلقاء كلمته أمام غرفة التجارة لم يتراجع زعيم الـ’’كاك‘‘ عن كلامه، بل قال إنّ سكان كيبيك يتوقعون إجراءات ملموسة من الحكومة لوقف المنحى التراجعي للفرنسية.
لكنّ بعض خصومه السياسيين يرون أنه، على العكس من ذلك، لا مفرّ من زيادة عدد المهاجرين لمعالجة أزمة النقص في العمالة.
الناطق المشارك (بمثابة الزعيم المشارك) باسم حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري، غابريال نادو دوبوا، رأى أنّ كلام لوغو ’’مؤذٍ ووقح وغير مسؤول‘‘.
وأضاف نادو دوبوا، الذي يعتقد حزبه أنّ كيبيك قادرة على استقبال ما بين 60.000 و80.000 مهاجر دائم سنوياً، أنه لو أرادت حكومة لوغو فعلاً تشجيع الفرْنَسة في كيبيك لكانت أضافت مبالغ لهذه الغاية في إطارها المالي.
زعيم الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي، بول سان بيار بلاموندون، رأى أنّ لوغو يحاول إخفاء حقيقة مفادها أنّ استقبال 50 ألف مهاجر سنوياً يُفضي إلى تراجع الفرنسية.
إنها طريقة لمحاولة جعل الناس ينسون فقر برنامجهم وفقر نتائجهم وما باستطاعتهم تقديمه في مجال اللغة الفرنسية. أجد أنّ هذا عملاً غير مسؤول للغاية.
نقلا عن بول سان بيار بلاموندون، زعيم الجزب الكيبيكي
يُشار إلى أنّ الحزب الكيبيكي الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية يضع الدفاع عن الفرنسية في صميم برنامجه الانتخابي وخطابه السياسي وهو يعتزم لهذه الغاية تقليص عدد المهاجرين إلى 35 ألفاً كلّ سنة في حال وصوله إلى سدة الحكم في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
من جانبه، أشار زعيم حزب المحافظين الكيبيكي (PCQ) إريك دوهيم إلى أنّها ليست الزلّة الأولى للوغو في مجال الهجرة، فذكّر بأنّ رئيس الحكومة الخارجة اضظُرّ في وقت سابق من الحملة الانتخابية للاعتذار عن كلام بدا فيه وكأنه يربط بين المهاجرين وأعمال العنف.
يُشار إلى أنّ حزب المحافظين الكيبيكي يعارض زيادة عدد المهاجرين إلى المقاطعة.
زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ)، دومينيك أنغلاد، قالت إنها في ’’خلاف عميق‘‘ مع رؤية حزب الـ’’كاك‘‘ واعتبرت أنّ زعيمه فرانسوا لوغو أظهر ’’افتقاراً صارخاً للتعاطف‘‘.
ففيما القصّة المأساوية للشابة آميلي شامبان، 22 عاماً، التي انتحرت بعد دخولها المستشفى في مدينة شيربروك الكيبيكية، تصدرت عناوين الصحف هذا الأسبوع، فإنّ كلمة ’’انتحار‘‘ على لسان لوغو ’’اختيرَت بشكل سيئ جداًً‘‘ قالت أنغلاد مُدينةً رئيس الحكومة الخارجة.
وتقترح أنغلاد ذات الأصول الهايتية زيادة عدد المهاجرين إلى كيبيك إلى 70 ألفاً في السنة.
ويتوجه ناخبو مقاطعة كيبيك إلى صناديق الاقتراع في 3 تشرين الأول (أكتوبر) لاختيار نوابهم الـ125.