يجوب شوارع العاصمة بغداد وجميع محافظات بلاد الرافدين في كل شهر رمضان ما يعرف “بالمسحرجي” او “ابو طبيلة” في بعض المدن خاصة الجنوبية من العراق حيث يعتمد على ايقاع “سحور – سحور” وذلك لايقاظ النائمين من اجل الاستعداد ليوم الصيام اضافة الى كسب الاجر.
وامتهن البعض هذا التقليد لكسب الاموال حيث بعد انقضاء كل شهر رمضان فان “ابو طبيلة” والفريق المرافق له يطرقون ابواب المنازل في المناطق التي كانوا يتجولون بها لايقاظ الاهالي من اجل اخذ مبلغ بسيط من المال دون تحديده.
ويستخدم المسحراتي في العراق عدة طرق لإيقاظ الناس، منها الطبل أو الدق على الأبواب أو المناداة أو دق الأجراس، رغم التطور التكنولوجي إلا أنها ظلت مستمرة في العراق والعديد من الدول الإسلامية الأخرى.
مهنة المسحراتي موروث بغدادي عبر التاريخ، ولا يمكن اندثار هذه المهنة أبدا، على اعتبار أنها مرتبطة بالتاريخ والحضارة في مدينة بغداد القديمة كما ان الاهالي ما زالوا يخرجون من البيوت لاستقبال “ابو طبيلة” او “المسحرجي” وتزويده ببعض المأكولات.
ويتميز شهر رمضان في العالم الإسلامي بتلك الطقوس الخالدة، التي تضيف نكهة وجمالية خاصة، كما في مهنة “المسحرجي”، وهو رجل متطوع يحمل طبلا، ويجوب الأزقة لغرض إيقاظ الناس الصائمين قبيل الإمساك بساعات قليلة.
وتعد هذه المهنة تقليدا قديما في العراق، ظهر في العام 1300 ميلادي، وحصرت في وقتها بالمدن وبعدها انتقلت الى القرى، وتاريخيا يعود اصل “المسحراتي” الى عهد نبي الإسلام محمد بن عبدالله، (ص) ومارسها بلال بن رباح الذي كان يجوب شوارع وأزقة المدينة المنورة لإيقاظ الناس، وتطورت هذه المهنة بعد ذلك في أساليبها وأدخلت الطبول والآلات الموسيقية في أداء المسحراتي.