لا يتحدث المسؤولون الكنديون كثيراً بشكل علني عن حالة السفارة الكندية في دمشق بعد أسبوع من تدمير غارة جوية إسرائيلية مبنىً ملحَقاً بالسفارة الإيرانية المجاورة.
وقال مصدر في وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا لشبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية (خدمة هيئة الإذاعة الكندية باللغة الإنكليزية) إنّ مبنى السفارة الكندية في العاصمة السورية تعرّض لأضرار في الغارة الجوية التي وقعت في الأول من نيسان (أبريل)، ومن ضمن ذلك تحطّم بعض نوافذه.
ولم يتمكن المسؤولون الكنديون بعد من تقييم الأضرار الهيكلية التي لحقت بمبنى السفارة المغلق.
ويُرجَّح أنّ الانفجار الذي دمّر المبنى القنصلي الإيراني قد أرسل موجة صدمية قوية عبر أساسات المباني المجاورة.
ورفضت وزارة الشؤون العالمية الكندية الإجابة على أسئلة حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد حذّرت كندا مسبقاً من الغارة على المبنى الملحَق بالسفارة الإيرانية.
وأوقفت السفارة الكندية في دمشق أنشطتها في عام 2012 مع تفاقم الحرب الأهلية السورية.
كما أنّ وزارة الشؤون العالمية الكندية لم تذكر ما إذا كانت إسرائيل قد تواصلت مع كندا للتحقق من عدم وجود موظفين كنديين في مبنى السفارة عند وقوع الغارة الجوية.
وحدث أن دخل دبلوماسيون كنديون وموظفون آخرون، من ضمنهم ضباط في الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية)، إلى سوريا في عدة مناسبات منذ إغلاق السفارة الكندية. وليس من الواضح ما إذا كانوا قد استخدموا السفارة كقاعدة لأعمالهم.
وأكّد مصدر في وزارة الشؤون العالمية لـ’’سي بي سي‘‘ أنّ مبنى السفارة الكندية لم يزل ملكاً للحكومة الكندية.
وتقع السفارة الكندية على بعد بابيْن من سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الكبيرة والمزخرفة، في شارع الفارابي في منطقة المزة حيث يقع العديد من السفارات الأجنبية. ويقع بين السفارتيْن مبنى ملحَق غير محدَّد تستخدمه الحكومة الإيرانية.
وليل الاثنين الأول من نيسان (أبريل) كان هذا المبنى الملحَق يستضيف اجتماعاً لجنرالات إيرانيين وضباطاً كباراً في الحرس الثوري الإسلامي. ولم يتسنّ التأكد بشكل مستقل من عدد القتلى جراء الغارة الجوية الإسرائيلية، لكنّ ’’المرصد السوري لحقوق الإنسان‘‘، المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال إنّ الغارة أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، بينهم اثنان من المارة المدنيين.
من جهتها، أعلنت الحكومة الإيرانية مقتل سبعةٍ من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم جنرالان، في الغارة الإسرائيلية.
وأفادت بعض التقارير الإسرائيلية أنّ ممثلاً لتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني المدعوم من إيران قُتل أيضاً في الغارة. ونقلت صحيفة ’’نيويورك تايمز‘‘ الأميركية عن مصدر في الحرس الثوري الإيراني قوله إنّ ممثلاً عن حركة ’’الجهاد الإسلامي‘‘ الفلسطينية كان يشارك أيضاً في الاجتماع.
والخسارة الأكثر أهمية لإيران في الغارة الإسرائيلية كانت مقتل العميد محمد رضا زاهدي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وكان زاهدي العضو الإيراني الوحيد في مجلس شورى ’’حزب الله‘‘ وكان يُعتبر على نطاق واسع أعلى مسؤول عسكري إيراني في سوريا ولبنان.
وتنتهج إسرائيل سياسة عدم إعلان المسؤولية عن الهجمات التي تنفذها في بلدان أُخرى. ورفض متحدث باسم سفارتها في كندا الإفصاح عمّا إذا كانت إسرائيل قد حذّرت كندا مسبقاً بشأن الغارة الجوية المذكورة.
’’لم تتبنّ إسرائيل مسؤولية الضربة، لذا ليس لديّ أيّ تعليق آخر‘‘، قال يفاح ميفتاش غرينفالد من السفارة الإسرائيلية في أوتاوا لـ’’سي بي سي‘‘.
من جهتها، وعدت إيران بالانتقام. فقال يحيى رحيم صفوي، وهو من كبار مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانيين (’’إيسنا‘‘)، وهي وكالة رسمية، إنّ ’’سفارات النظام الصهيوني لم تعد آمنة‘‘.
يُشار إلى أنّ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية تحظّر فقط على الدول المضيفة ارتكاب أعمال عنف ضدّ البعثات الدبلوماسية. وبالتالي قصفُ إسرائيل مبنى دبلوماسياً في دولة ثالثة لا يشكل انتهاكاً لهذه المعاهدة وإن كان يشكّل انتهاكاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية.
(نقلاً عن تقرير لـ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)