بقلم الاستاذ الياس طبرة
شهدت احدى القاعات الكبرى لمبنى الأمم المتحدة في جنيف السويسرية مؤتمراً يخص الاقليات واللغات وحقوقها عالمياً وانسانياً بحضور اكثر من (2000) شخصية ومنظمات عالمية مهتمة بهذا الشأن. حيث تم الاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة وفي طليعتها منظمة المجموعة العراقية الكندية الناشطة بصورة ظاهرة منذ اوائل العام الحالي 2019 و تمثل ذلك بمنح السيد غسان فؤاد ساكا رئيس المنظمة لقب سفير النوايا الحسنة وحصوله على شهادة الماجستير في القانون الدولي.
فخلال يومي الخميس والجمعة 28/29 نوفمبر(تشرين الثاني 2019)
القى رئيس المنظمة غسان فؤاد ساكا كلمة حول الاقليات في الوطن العربي و بصورة خاصة في العراق وسوريا . تضمنت المعاناة اللأنسانية التي تعاني منها الاقليات في أجزاء كثيرة من وطننا العربي ولا سيما منذ اندلاع ما سميّ بالربيع العربي تهجيراً واغتصاباً و قتلاً وتشريداً وتطرق عن معاناة الشعب العراقي والمتظاهرين السلميين والطرق الوحشية التي تتبعها الحكومة العراقية لصد هذا التظاهر السلمي الذي يعبر عن سخط الشارع العراقي تجاه ماأقترفته الايادي الشيطانية طوال 16 عاماً .
والجدير بالذكرهنا أن الكلمة التي القاها رئيس المنظمة قد لقيت ترحيباً وأهتماماً كبيرين في صحف كندا واذاعاتها الصوتية والمرئية ممثلة بالاتصال برئيس المنظمة والتهاني الموجهة له ولمنظمته على حين لم تكن الكلمة المشار اليها اهتماماً يذكر في الوطن العربي نتيجة للتنافس غير الشريف احياناً و الكراهية الخفية بين قيادات المنظمات العربية الخدمية.
وأننا اذ نهيب بمختلف المنظمات الخدمية العربية في امريكا الشمالية وكندا ان تعمد القيادات الى الاخاء والتعاون لما فيه خير الجاليات العربية المقيمة في وطننا الجديد كندا والذي نكن له كل تقدير و احترام …. على ما يقدمه لنا من رفاه عيش وأمن و سلام نحسد أنفسنا على توافره لنا في ظل ما تعانيه اوطاننا العربية في هذه الايام السود التي تواجه الجماهير الفقيرة من ضيق معيشة اقتصادية خانقة بسبب الحصار الذي تفرضه بعض الدول الغربية.
مضمون الكلمة التي القاها غسان ساكا في مؤتمر الامم المتحدة بجنيف
السيد الرئيس، أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي،
اسمي غسان ساكا، رئيس منظمة المجموعة الكندية العراقية التي تأسست كمنظمة غير حكومية في وندسور بكندا منذ سبتمبر 2014. حاصل على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة أوسلو.
تعنى منظمتنا بخدمة ومساعدة القادمين الجدد إلى كندا وتوفير العديد من البرامج التعليمية والتوعية الصحية لهم. إضافة الى قيامي برحلات متكررة إلى كل من العراق ومصر والأردن وتركيا للاطلاع على أوضاع اللاجئين والنازحين وتقديم ما أمكن من المساعدة.
منذ غزو داعش العراق وسوريا عام 2014، هربت العائلات النازحة من مدنها وقراها فواجهوا المجاعة والتشريد والقتل العائلي والتعذيب، وتم بيع عدد كبير منهم كعبيد وتم اغتصاب البعض الآخر. معظمهم كان من الأقليات المسيحية والايزيدية، التي عانت وما تزال تعاني الكثير من الأمراض العقلية والنفسية.
تم قبول عدد منهم كلاجئين بموجب برنامج الأمم المتحدة إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى. وأنا فخور بأن أقول أن كندا رحبت بالكثيرين، وأن منظمة المجموعة العراقية الكندية لعبت دوراً هاماً في مساعدة العديد من الأسر التي قدمت الى بلدنا العظيم كندا.
نتوقع أن هناك أكثر من 500.000 مهاجر يتطلعون للجوء إلى كندا خلال العامين المقبلين، أكثر من 100.000 منهم لا يتحدثون سوى اللغة العربية وسيحتاجون لمساعدة منظمتنا. إن العرب، والعراقيين، والسوريين، وجميع مواطني البلدان التي مزقتها الحرب، والذين هم ضحايا أبرياء لمثل هذه المصاعب والفظائع، يحتاجون إلى مساعدتنا والى مساعدات دولية، ومساعدات من المؤسسات والمنظمات المحلية. نحتاج جميعاً إلى العمل معاً وبيد واحدة ومنظمتنا على استعداد دائم لتقديم الخدمات اللازمة وفوراً لكنها بدورها تحتاج لدعم الوكالات والحكومات الكبرى لتتمكن من الاستمرار والمضي قدماً. يجب أن نكون فريقاً واحداً كفريق أزمة لردف الضحايا في العالم الذين هم قضية إنسانية ومساعدتهم ومساندتهم حق لهم وواجب علينا جميعاً.
يتوجب علينا توفير العدالة والإنصاف، للأسر والأطفال الذين أتوا من بلدان لا عدالة فيها ولا انصاف! الأمر متروك لنا لتحقيق ذلك ومساعدة هؤلاء الضحايا الأبرياء والعمل على توجيه دفة حياتهم في مسار إيجابي، وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للأمم المتحدة، التي قامت ومنذ تأسيسها بعمل رائع على مر العقود لتحسين حياة الملايين بل المليارات من الأشخاص.
هذا المنتدى هو تكريم للأمم المتحدة لإدراكها أهمية مناقشة قضايا الأقليات، كجزء من أولوياتها الهادفة لتحسين العالم بما فيه خير البشرية جمعاء.
الأقليات، التي تُمنح فرصة لبدء حياة جديدة في بلدان محبة للحرية، عليها أن تغتنم هذه الفرصة بشجاعة. ومع إعادة التوطين المناسبة في بلدهم الجديد (كما هو الحال في بلدي كندا، بلد الكرم المنفتح على استقبال اللاجئين والمهاجرين الجدد،) يصبح الوضع مفيداً للجانبين.
حيث تتمتع هذه الأقليات بالحرية والأمان، ويحصل البلد المضيف في نهاية المطاف على مواطنين جدد منتجين ومسهمين في مجتمعهم بطريقة إيجابية (زيادة الناتج المحلي الإجمالي، السكان، والثروة البشرية والإنتاجية.)
على الرغم من أنّ الهجرة من بلد مزقته الحرب الى بلد جديد يمكن أن تكون شيئاً جيداً للغاية، إلا أن عملية الوصول إلى هذا الفوز النهائي (إعادة التوطين المثالية) هي طريق طويل وصعب. وهنا يكون دور المنظمات مثل منظمتنا حيوياً للغاية, وذو أهمية بالغة لضمان الاستمرارية والنمو.
في المستقبل القريب، ستقدّم منظمة المجموعة العراقية الكندية اقتراحاً جريئاً لتوسيع خدماتها لتغطي أجزاء أخرى ومتعددة من كندا، لنكون قادرين على مساعدة الأمم المتحدة وكندا في إعادة توطين المهاجرين بشكل فعال.
نحن على ثقة من أن اقتراحنا سيكون له اصداء إيجابية للغاية، وسنظل على اتصال مع ممثلي الوكالات والقادة الحكوميين المناسبين في الربع الأول من العام الجديد لمزيد من المناقشة آملين التنفيذ في أقرب وقت ممكن.