أقام الأسبوع الماضي مغني الصلام والراب الكندي ذو الأصول الإيفوارية ياو (Yao) حفلاً موسيقياً في العاصمة التونسية.
وتمكّن الجمهور من الاستمتاع بشِعر المغنّي المقيم في مقاطعة أونتاريو وكذلك موسيقاه التي تتراوح بين موسيقى السول (Soul) إلى موسيقى الفانك والإيقاعات الإفريقية.
واستوحى المغنّي اسم حفلته من عنوان ألبومه الأخير الصادر في مايو/أيار 2022 ’’كينتسوغي – الجمال داخل الفوضى’’ (Kintsugi-la beauté dans le chaos).
ويرمز ذلك لفنّ الكينستوغي الياباني الذي يتمثّل في إصلاح الخزف المكسور بالذهب.
ويطبّق المغنّي ياو هذه الطريقة في ’’ترميم’’ الإنسان من خلال شِعره.
وتمّ تنظيم الحفل بالتعاون مع سفارة كندا وصادف أول أمسية من رمضان هذا العام.
ويكون بذلك أوّل حفل في سلسلة من الفعاليات تسمى ’’ليالي رمضان’’ في المعهد الفرنسي بتونس.
ويقوم ياو حالياً بجولة في إفريقيا وأوروبا قادته إلى كوت ديفوار ومالي والجزائر وتونس وتوغو وبنين وسينتهي به المطاف في بلجيكا.
بالفرنسية، من فضلكم !
يؤدّي المغنّي ياو أغانيه بالفرنسية. ولا تشكّل هذه اللغة عقبة أمامه لنشرها حيثما حلّ.
وعلى الرغم من أن اللغة الرسمية لتونس هي العربية، إلا أن الفرنسية تظل لغة موجودة في هذا البلد العضو في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي أوضح مغنّي الصلام ياو أنه معتاد على إقامة الحفلات الموسيقية للجمهور غير الناطق بالفرنسية.
غالباً ما ننسى أن الفرنسية هي ثالث أكثر اللغات استخداماً في العالم. أينما ذهبتُ، يعرف الناس أنني أُنتج الموسيقى بالفرنسية. الموسيقى عالمية. في كندا، أشارك في مهرجانات إنجليزية حيث أغني بالفرنسية ثم أتحدث بالإنجليزية بين الأغاني لأشرح قليلاً.
نقلا عن مغنّي الصلام ياو
ويضيف هذا الأخير أن الجمهور يأتي لرؤيته والحديث معه بعد ذلك ’’لأنهم يعرفون أغنياتي.‘‘
ويعطي ياو مثالا للمغني البلجيكي ستروماي (Stromae) الذي يقوم حاليا بجولة عالمية ’’ملأت ماديسون سكوير غاردن في نيويورك حيث غالبية الناس لا يتحدثون الفرنسية‘‘، كما قال.
وفي اليوم السابق لحفلته الموسيقية، نظّم الفنان ورشة عمل للكتابة الإبداعية مع طلاب إحدى المدارس الثانوية التونسية من مدينة زغوان الواقعة على بعد حوالي ستين كيلومتراً جنوب تونس العاصمة.
وينتمي هؤلاء الشباب لجمعية ’’تونس88’’ (Tunisia88) نسبة لمفاتيح البيانو الـ88، وهي جمعية تروّج للموسيقى في المدارس الثانوية التابعة للنظام العمومي التونسي.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت رابعة المويلحي، منسقة الجمعية، كيف تم اختيار طلاب المدارس الثانوية هؤلاء للمشاركة في ورشة الكتابة.
عملية اختيار المشاركين ترتكز على الجدارة والكفاءة. لدينا 592 ناديا في مختلف أنحاء البلاد. تمّ اختيار نادي ثانوية زغوان لأنّ أعضاءه فازوا في مسابقة الأغنية الوطنية التي نظمتها جمعية تونس88 (Tuniai88).
نقلا عن رابعة المويلحي
وحضرت الورشة سفيرة كندا في تونس لورين ديغر التي تحدثت في بدايتها مع المشاركين عن ’’الفرنسية والفرانكوفونية.‘‘
وقالت إنها قرأت مؤخراً خطاباً ألقاه الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة ’’في عام 1968 في مونتريال(كندا).’’
وعلى حد قولها، قال الرئيس التونسي الراحل إن ’’الفرنسية والعربية تربطهما علاقة ثنائية الثقافة. والأمر لا يعني أن نقدّم لغة على حساب الأخرى. وعلى الرغم من أن الفرنسية ليست لغتنا الأم، إلا أنها لا تزال لغة غنية تفتح لنا الأبواب على ثقافات أخرى وعلى حياة عصرية.‘‘
وتجدر الإشارة إلى أنّ مغنّي الصلام ياو ينظّم في كندا ورش عمل للكتابة الإبداعية في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك. ويتجاوز عددها المائة ورشة بقليل في العام الواحد.
وفي الفترة ما بين شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، قدّم 27 ورشة كتابة إبداعية في عدّة مدارس في جنوب مقاطعة أونتاريو.
واستغل الفنان حفلته الموسيقية لتهنئة اثنين من المشاركين الشباب في الورشة بإلقاء نصوصهم أمام الجمهور الحاضر.
وهما الشابان أسامة خير الدين ومهدي دويهش.
على الرغم من أن ورشة العمل ليست مسابقة إلّا أنّه أراد تشجيعهما. وكان الموضوع الذي اقترحه ياو للشباب هو الحب.
ولم تشكل الكتابة بالفرنسية أي مشكلة خاصة لطلاب مدرسة زغوان الثانوية في تونس.
ففي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح مهدي دويهش باللغة العربية أنه معتاد على الكتابة بلغة موليير.
لديّ خبرة في الكتابة بالفرنسية. سمحت لي ورشة ياو بإيجاد طرق جديدة لاستخراج أفكاري واستخدامها في كتابة [كلمات أغاني الصلام].
نقلا عن مهدي دويهش / موقع راديو كندا