تعتبر زيارة كوستاريكا ضمانة أكيدة للإثارة والمغامرة في ذلك البلد الواقع في أمريكا الوسطى بين البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ويعد موطناً لـ6% من التنوع البيولوجي في العالم، ويطلق عليه «بورافيدا» أو الحياة النقية.
وكانت كوستاريكا قد فازت مؤخراً، بـ«إيرثشوت» -جائزة البيئة العالمية الأكثر شهرة- التي أطلقها دوق ودوقة كامبريدج.
هنا يمكنك أن تقضي الليل في الغابة وسط نعيق الضفادع وخشخشات أوراق الشجر وحفيفه، وزقزقة الطيور، وأصوات الوحوش.
تستيقظ فتتلمس طريقك بمصباح يدوي يكشف لك بعض الأخطار مثل الضفادع السامة والعناكب، وعندما يكتب لك السلامة بعد طول رهبة تتمنى لو تعاود الكرة مرة أخرى.
البديل الرائع
تضررت السياحة في كوستاريكا بشدة من فيروس كورونا، ولكنها الآن ترحب بعودة السياح بأذرع مفتوحة ولا توجد قيود دخول متعلقة بالوباء.
وتعد كوستاريكا بديلاً رائعاً لكوستاديل سول الإسبانية وبنفس الكلفة، مع مضاعفة جرعات المتعة والإثارة والمخاطرة.
ويكفي أن هذا هو المكان الذي اختارت فيه عارضة الأزياء الشهيرة جيزيل بوندشين أن يكون لها منزلها الثاني الفاخر، على الساحل في سانتا تيريزا.
منتجع البراكين
يقع منتجع البراكين، على بعد 40 دقيقة بالسيارة من مطار ليبيريا، في مقاطعة جواناكاستي على ساحل المحيط الهادئ، حيث تلوح في الأفق براكين نيكاراغوا المجاورة.
إنه موسم الجفاف وهذه المنطقة هي بلد رعاة البقر، سهولها القاحلة تنتشر فيها الأكشاك على جانب الطريق تبيع العصائر التي تروي العطش بمزيج من البطيخ والأناناس العضوي والفاكهة الاستوائية الطازجة.
وطوال الجولة بالسيارة، وبمجرد أن يعرف الأهالي أنك سائح، يبادرون بإطلاق أبواق الترحيب كلما مررت بهم، حتى لو تكررت جولتك.
ويؤكد الدليل السياحي أن كل شخص في كوستاريكا لديه لقب: جريء، جميل، عاصف، ناعس، متهور، راقص، وهكذا.
ومن الرائع أن تذهب إلى مقاطعة ألاخويلا، موطن بركان أرينال النشط، الذي ينفث أعمدة تهديد من بخار الماء في الهواء، ولكنها لا تردع الأهالي أو السياح فيقتربون منه.
حكايات الطبيعة
وفي محمية دانوس البيولوجية، ستشاهد كائنات لم ترها أو تسمع عنها من قبل، ويسرد لك الدليل السياحي عشرات القصص عن طرائف وغرائب حدثت للسياح، وعن سلوكيات الحيوانات والحشرات والطيور هناك.
هنا ترى ثعبان عين القط السام، أو سحلية يسوع (سميت كذلك بسبب قدرتها على الجري على الماء)، اليراعات مع خفافيش النيون الخضراء وخفافيش الشفق التي تملأ السماء عند الفجر، أو تواجه ضفدع الشجرة ذي اللون الأخضر الحمضي ذي العينين.
التنبؤ بالطقس
ولا يفوتك مشهد النجوم المتألقة وهي متناثرة في السماء، أو حيوان الكسلان أحد الرموز الوطنية لكوستاريكا.
الطريف أن وضع الكسلان في الأشجار ليلاً يشير إلى طقس اليوم التالي؛ فوجودها في مكان مرتفع يعني أن الغد سيكون بارداً ورطباً.
ويؤكد الدليل السياحي: «يثق الناس هنا بالطيور والحيوانات أكثر مما يثقون في مذيعي الطقس على شاشة التلفزيون».
وتشمل الوحوش والكائنات الأخرى في المحمية آكلات النمل والثعابين وحتى القطط البرية.
لكن مشاهدة الغابات والطبيعة هنا لا تستلزم أن تكون خبيراً مثل ستيف إيروين، أو تتعرض لخطورة حقيقية ما دمت ملتزماً بالإرشادات.
جنة الطيور
وفي السنوات الخمس الماضية، أصبحت كوستاريكا جنة لمراقبي الطيور من جميع أنحاء العالم، يأتون من أجل الطيور الجارحة والببغاوات الملونة، والأسماك الملونة والدلافين وأسماك القرش، والأشجار العملاقة التي ترتفع 140 متراً في الهواء والطيور العجيبة التي لم يرد لها من قبل ذكر أو صور.
ومن أروع الأماكن هناك شلال كاتاراتا ديل تورو، وينابيع بالدي الحارة، ولا يفوتك زيارة نهر سيليست بمياهه الزرقاء العجيبة، وكأنها لقطة من أفلام ديزني.
ومن غير القانوني هنا إنتاج أي نوع من القهوة باستثناء 100% من أرابيكا -حبوب البن عالية الجودة- وفي مزرعة البن دون جوان في مونتيفيردي نتعلم كيف يتم إنتاجها وإعدادها.
الساحل الغني
يبلغ عدد السكان نحو 5 ملايين نسمة.
نيكويا، على ساحلها الغربي، هي منطقة زرقاء، ما يعني أن سكانها يعيشون عادة بعد سن 100.
اكتشف كريستوفر كولومبوس كوستاريكا في عام 1502، وأطلق عليها اسمها، أي «الساحل الغني».
تحتوي على 6% من التنوع البيولوجي في العالم، مع 50 نوعاً من الطيور الطنانة و18% من الفراشات في العالم. وتولد أكثر من 99% من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة.
وهي واحدة من أسعد البلدان في العالم. ربما يرجع ذلك إلى الشعار المتفائل المطمئن، بورا فيدا، «الحياة النقية»