كشفت لائحة اتهام جنائية أمريكية، يوم الأربعاء، عن سيل غير مسبوق من التفاصيل حول مؤامرة مزعومة مرتبطة بالحكومة الهندية لتنفيذ عمليات اغتيال متعددة في أمريكا الشمالية.
ولعل الادعاء الأكثر إثارة للدهشة في لائحة الاتهام بالقتل مقابل أجر المرفوعة في ولاية نيويورك ضد المواطن الهندي نيخيل جوبتا، هو وجود خطط لتنفيذ ثلاث عمليات قتل من هذا القبيل على الأراضي الكندية.
وتتهم لائحة الاتهام، جوبتا بمحاولة ترتيب عملية قتل واحدة هذا العام في نيويورك بعد تلقي تعليمات من موظف حكومي هندي.
وبينما تتضمن الاتهامات مخططا في مدينة نيويورك، يزعم المدعون الأمريكيون أن الأمر مرتبط بقضية أدت إلى تعكير صفو العلاقات الكندية الهندية.
وفي تطور ذي صلة، أعلنت الحكومة الهندية، الأربعاء، أنها ستجري تحقيقا رفيع المستوى في الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام.
كما تقول لائحة الاتهام إن موظفا حكوميا هنديا لم يذكر اسمه عرض مبلغ 100 ألف دولار مقابل عملية الاغتيال.
وذكرت لائحة الاتهام، التي تصف جوبتا بأنه مهرب مخدرات وأسلحة، أن الموظف الحكومي الهندي المزعوم وعده بإخفاء قضية جنائية له.
وجاء في لائحة الاتهام أن جوبتا اتصل بعد ذلك بشخص يعتقد أنه قاتل محترف دون أن يعرف أنه ضابط سري في وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن جوبتا طلب من القاتل المحتمل في شهر يونيو تقريبا تنفيذ عملية الاغتيال في أسرع وقت ممكن، ولكن ليس في لحظة سياسية حساسة.
وتزعم لائحة الاتهام أن جوبتا قال إنه لا يريد أن يحدث القتل في وقت قريب من اجتماع سياسي رفيع المستوى بين الولايات المتحدة والهند، وتتزامن تلك الفترة مع زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى واشنطن في يونيو 2023.
لكن الأمور تغيرت في 18 يونيو، عندما قتل مسلحون ملثمون هارديب سينغ نيجار خارج معبد للسيخ في بريتش كولومبيا بكندا، حسبما جاء في لائحة الاتهام.
وتزعم لائحة الاتهام أن موظف الحكومة الهندية قال إن القتل أدى إلى تسريع الجدول الزمني للاغتيال في نيويورك.
ويُزعم أن جوبتا أرسل لقاتله المتعاقد المفترض مقطع فيديو لجثة نجار وطلب منه تنفيذ عملية الاغتيال بسرعة.
كما تقول لائحة الاتهام إن جوبتا أخبر مخبر الشرطة في مكالمة صوتية أن لديهم “أربع وظائف” لإنهائها قبل 29 يونيو – واحدة في نيويورك و”ثلاثة في كندا”.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن المسؤولين الأمريكيين قدموا لائحة اتهام جنائية وأحبطوا مؤامرة مماثلة ضد جورباتوانت سينغ بانون، وهو مواطن أمريكي كندي.
ولم يُذكر اسم بانون في لائحة الاتهام التي كُشف عنها يوم الأربعاء، لكن حقائق القضية تتطابق مع التقارير الواردة في صحيفة فايننشال تايمز.
وقُبض على جوبتا في 30 يونيو تقريبا في جمهورية التشيك بناء على طلب الولايات المتحدة، ويواجه تهمتين بالقتل مقابل أجر.
وذكرت شبكة سي بي سي نيوز أن السلطات الكندية جمعت معلومات استخباراتية بشرية وإشارات استخباراتية – بما في ذلك اتصالات تتعلق بمسؤولين هنود – قبل أن يصدر رئيس الوزراء جاستن ترودو الادعاء الصادم في مجلس العموم في سبتمبر بأن الحكومة الهندية كانت على صلة بمقتل نيجار.
وأثار هذا الادعاء خلافا دبلوماسيا مع الهند.
وسُئلت وزيرة الخارجية الكندي، الأربعاء، عن سبب نجاح السلطات الأمريكية في إحباط عملية اغتيال مزعومة، في حين أن كندا لم تفعل ذلك.
لترد ميلاني جولي قائلة إنها لن تعلق على قضية جنائية أمريكية، لكنها أضافت أنها تتوقع المزيد من الهند التي طردت العشرات من الدبلوماسيين الكنديين.
وذكرت جولي من بروكسل حيث كانت تحضر اجتماعا لحلف شمال الأطلسي: “من الواضح أننا نتوقع مزيدا من التعاون والمشاركة من جانبهم”.
المصدر: موقع مهاجر