بقلم: هادي المهدي
أطالع منذ فترة تطلعات عدد من الشركات الكبرى في العالم لتوجيه استثماراتها للفضاء وتكنولوجيا الفضاء.
الرغبة في التوجه نحو الفضاء والسباق من أجل السيطرة عليه كما نعلم بدأت بالأساس في خضم الصراع الأيديولوجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد لسوفيتي إبان الحرب العالمية الثانية (1945).
ولربما يكون السباق ذاته مستمرا اليوم بين الولايات المتحدة والصين غير أنه لم يعد متشكلا في إطار رغبات تأكيد لنفوذ كما كان في الماضي بين الامريكان والسوفييت.
لا أفهم كثيرا في التفاصيل التكنولوجية الخاصة باستعمار الفضاء وكوكب المريخ على وجه التحديد وهي الرغبة التي أعلن عنها أيلون ماسك (كندي مالك شركة تيسلا موتورز) إلا أنني وجدت نفسي تطرح علي سؤالا عنونت به المقال “ماذا لو كان ايلون ماسك عربيا”. أعني هنا أنه يعيش في بلاد العرب وليس عربيا يعيش في الغرب.
لو لم تكن عزيزي القارئ جدوى هذا السؤال فأستطيع أن اجيبك بأن الحواجز الفكرية التي ستحيط برجل كهذا لو كان عربيا في بلاد العرب أكثر من أن تحصى في هكذا مقال.
على أن ما هو مؤسف بالفعل أن الحاجز سيكون هو الأكثر صلابة في محاصرة مثل هكذا تفكير وسيتمثل هذا الحاجز الديني في سلطة الفقهاء والشيوخ على الفكر العلمي بل أن أحد أكثر الأسئلة شيوعا قد يكون “هل هناك نص ديني يبيح لنا أن نخرج من كوكب الأرض الى كوكب آخر” , بل لا أستبعد إن سمعوا رغبة ماسك الأخيرة في ضرب كوكب المريخ بالسلاح النووي أن تخرج علينا المنظومة الفقهية بتحريم هذا الأمر ليس من وازع أخلاقي نحو الطبيعة وإنما لعدم جواز ضرب الملائكة الذين سمعت أحد الشيوخ المسلمين بالمصادفة منذ فترة يقول إنها تسكن الكواكب الأخرى!