يواصل مدير جهاز شرطة بلدية مونتريال (SPVM) لقاءاته مع أعضاء الجاليتين اليهودية والمسلمة التي بدأها بعد هجمات حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال فادي داغر في مقابلة مع راديو كندا الدولي، إنه قام بزيارة عائلات من الجاليتين ’’حيث أمضيت الصبيحة أو فترة بعد الظهر خلال عطلات نهاية الأسبوع عند هذه العائلات .‘‘
وسواء عند الجالية اليهودية أو الجالية المسلمة، سمح له هذا الانغماس بالتحدث مع الآباء وأبنائهم لقياس قلقهم وفهم رؤيتهم لما يحدث.
ويقول إنه لاحظ الكثير من القلق والخوف. لكن أكثر ما أذهله هو أنهم ’’يستهلكون الكثير من وسائل الإعلام.‘‘ ويضيف: ’’إنهم يتابعون البرامج الإخبارية على شاشات التلفزيون ويشاهدونها 24 ساعة في اليوم. ويرون الصور الفظيعة التي تجعلهم يائسين.‘‘
ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، فقد قُتل ما يقرب من 18.000 شخص في قطاع غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمراهقين.
وأدى هجوم حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل 1.200 شخص واحتجاز 240 رهينة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.
وسمحت الهدنة التي أُعلنت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالإفراج عن 105 رهائن بينهم 80 اسرائيليا مقابل 240 اسيرا فلسطينيا.
وأشار فادي داغر أيضاً إلى أنه يعمل جنباً إلى جنب مع الطائفتين منذ 20 عاماً، ولكن ’’هذه هي المرة الأولى التي أراهم متوترين وقلقين إلى هذا الحد‘‘. وسبق لِمدير شرطة مونتريال الإدلاء بالتصريح نفسه قبل بضعة أيام لزملاء في هيئة الإذاعة الكندية.
في انتظار لقاء بين الجاليتين
ومنذ بداية الأزمة، حاول السيد داغر جمع قادة الجاليتين لإصدار بيان مشترك والدعوة إلى الهدوء والتأكيد على حق التظاهر ’’دون إثارة الكراهية ودون مهاجمة [الآخر].‘‘
ولكن منذ أحداث الهجوم بعبوات حارقة على كُنس يهودية في مونتريال وإطلاق النار على مدارس يهودية، تم تجميد المشروع.
وأوضح أن ’’التوتر مرتفع للغاية بحيث لا يمكننا أن نأمل أن تجلس الجاليتان [اليهودية والمسلمة] معًا.‘‘
لكنه يقول إنه يأمل في أن يرغب بعض القادة في التحدث.
ويرى سامر مجذوب، رئيس المنتدى الإسلامي الكندي، أنّ فكرة اللقاء جديرة بالاهتمام، ولكنه أكّد في لقاء مع راديو كندا الدولي أنّ «الاقتراح لم يُعرض علينا لا بطريقة رسمية أو غير رسمية.‘‘
ومن جانبه قال كالمان إيمانويل، المتحدّث باسم مجلس الجالية اليهودية في مونتريال، عبر رسالة بالبريد الالكتروني، إنّ تنظيمه ’’متفتح لعقد هكذا لقاء وسنكون سعداء بالمشاركة فيه في أي وقت.‘‘
ووفقا لمدير شرطة مونتريال، فإن أولئك الذين يرتكبون أعمالا إجرامية ليسوا بالضرورة أولئك الذين هم الأعلى صوتا.
تتفق الطائفتان على شيء واحد: أولئك الذين يتظاهرون ويتحدثون علناً ليسوا على الإطلاق أولئك الذين يرتكبون جرائم [الكراهية] هذه.
نقلا عن فادي داغر، مدير جهاز شرطة مونتريال
وأضاف أن هناك ’’محرضين ومتخصصين يستغلون هذه الظروف الحزينة للغاية والتي يكون فيها الناس في وضعيات ضعف ويرتكبون هذه الأفعال.‘‘
وأوضح أنّ زعماء كل جالية يقولون له إن هذه الجرائم، بشكل عام، ليست من عمل الجالية الأخرى، وأن هناك ’’أشخاصاً متخصصين في خلق هذا الرعب.‘‘ وأضاف ’’ أنهم [الزعماء] ليسوا مخطئين.‘‘
وأعطى فادي داغر مثالا على الطفل الفلسطيني، وديع الفيوم، البالغ من العمر 6 سنوات، والذي قُتل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في شيكاغو بالولايات المتحدة على يد رجل كان قد تلفظ بعبارات كراهية ومعادية للإسلام.
’’لم يكن الرجل الذي قتله من أفراد الجالية اليهودية. يجب ألا نقفز إلى الاستنتاجات بسرعة‘‘، كما قال مدير شرطة مونتريال.