السعودية تشجع على السياحة الداخلية
يرتدي السعودي عبدالله العنيزي سترة ثقيلة فوق ثوبه وهو يجلس رفقة أصدقائه تحت الضباب الكثيف ورذاذ المطر في مدينة النماص الجبلية جنوبا، التي هربوا إليها من حرارة تلامس 50 درجة مئوية في الرياض ومدن المملكة في الصيف.
ويقضي العنيزي (45 عاما) إجازته في النماص المعروفة “بمدينة الضباب” والواقعة على بعد 120 كلم شمال مدينة أبها في جنوب غرب البلاد حيث تتسبب الرياح الموسمية الرطبة بانخفاض درجات الحرارة خلال الصيف.
ويقول العنيزي بينما يفترش مع أصدقائه السبعة الأرض في متنزه بين الأشجار “درجة الحرارة في الرياض 46 وهنا 20، الفرق 26 درجة”. وتبعثر نسمة هواء منعش بعض أغراضهم.
ممشى الضباب
وشيدت السلطات “ممشى الضباب“، وهو طريق للمشاة والدراجات فوق قمة مرتفعة يمكن منه رؤية الضباب الكثيف والمناظر الجبلية الجميلة.
وخصصت عربات طعام متنقلة تبيع مشروبات وأطعمة ساخنة لرّواد معظمهم يرتدون معاطف وسترات ثقيلة، فيما تصدح الأغاني السعودية في الأرجاء.
ويقول الموظف خلف الجهيري إنه أتى الى المكان برفقة زوجته وأسرته من تبوك للاستمتاع “بالأجواء الباردة في الصيف”.
ويتابع “نفتقد هذه الأجواء في مدينتنا حيث تتجاوز الحرارة 40 درجة يوميا بالصيف”.
في 2020، كشفت دراسة نُشرت في مجلة “ساينس ادفينسز” أن منطقة الخليج تسجّل أكثر الأجواء حرارة ورطوبة مقارنة بأي مكان آخر على وجه الأرض.
دعم السياحة الداخلية
ومنذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تنكب المملكة على محاولة تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط.
وأطلقت المملكة برنامجا سياحيا تحت اسم “روح السعودية” يهدف لدفع مواطنيها للإنفاق على الترفيه في بلدهم عوضا عن السفر إلى الخارج.
وباتت العديد من الأسر السعودية تقضي إجازاتها الصيفية في المملكة على خلفية ارتفاع كلفة السفر إلى الخارج، منفقة 80 مليار ريال (21,3 مليار دولار) على رحلات المبيت الداخلية في 2021، حسب أرقام وزارة السياحة، في زيادة قدرها 30 بالمئة مقارنة بعام 2019.