افتُتحت أمس الثلاثاء النسخة السادسة من ملتقى (MTL connecte) الذي يُنظَّم في مونتريال في الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ويهتم هذا الحدث الدولي بتحديات وقضايا الثورة الرقمية. واختار المنظمون شعار ’’التحول‘‘ كموضوع رئيسي لهذه النسخة.
ويتطرّق الملتقى للذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية والأمن السيبراني بالإضافة إلى التعليم والشمول الرقمي.
وتمّ اختيار فرنسا كضيف شرفي حيث ’’ستجلب ابتكاراتها وأفكارها حول تأثير التكنولوجيا الرقمية في حياتنا‘‘، كما أوضح المنظمون.
وافتتح الملتقى بمحاضرة مت تقديم هوغ بيرسيني، مدير مختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة بروكسل الحرة حيث تطر!ق لِتأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتعليم.
تبعته آنا سيميدو، رائدة الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والأخضر حيث ناقشت تحديات وفرص دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال.
وحضر الافتتاح إريك كير، وزير الأمن السيبراني والرقمنة في حكومة كيبيك.
وأكّد هذ الأخير أن ’’أحداثاً مثل (MTL Connecte) مهمة للغاية للنظام البيئي الرقمي في كيبيك.‘‘ ورغم أهمية المواضيع الرئيسية الأربعة التي تطرّق لها الملتقى إلّا أن الوزير ركّز على موضوع الأمن السيبراني التي هو من اختصاص وزارته.
أهمّ تحدّ في القرن الحادي والعشرين لأي حكومة في جميع أنحاء العالم هو الأمن السيبراني.نقلا عن إريك كير، وزير الأمن السيبراني والرقمنة في حكومة كيبيك
وأوضح أنّ هناك علاقة طردية بين استخدام التكنولوجيا الرقمية وقضايا الأمن السيبراني. وإذا ’’أردنا استخدام التكنولوجيا الرقمية، فإن الشرط الذي لا غنى عنه هو القيام بذلك في نظام بيئي آمن ومؤمّن عبر الإنترنت‘‘، كما قال.
وقال إنّ المواطنين ’’لن يستخدمون الخدمات إذا كانوا يخشون على خصوصيتهم، وحماية معلوماتهم الشخصية، والاحتيال، وسرقة الهوية، وما إلى ذلك. ولذلك، يجب أن يكون الأمن السيبراني محلّ اهتمام دائم‘‘.
وقدّم الوزير كير صورة لواقع الأمن السيبراني عبر العالم حيث تشير التقديرات إلى أن ثمار الجرائم الإلكترونية في السنوات المقبلة ستبلغ 1.300 مليار دولار، كما أكّد.
’’هل يجب أن أخبركم أنها جذابة؟ هل يجب أن أخبركم أن الجرائم الإلكترونية يمكن أن تصبح النشاط الإجرامي الأكثر ربحية قبل بيع المخدرات وبيع الأسلحة؟‘‘، كما أكّد الوزير متوجّهاً للحضور.
وأضاف : ’’هل يجب أن أخبركم أن الجماعات الإجرامية الكبرى مهتمة بها، مما يعني أن الجرائم الإلكترونية اليوم في ازدياد؟‘‘
وذكر أيضاً ’’ الدول المارقة التي تشكّل تهديداً لديمقراطيتنا، ونظامنا البيئي الاجتماعي، واقتصادنا، والتي تستخدم الهجمات الإلكترونية لتحقيق أهداف سياسية.‘‘
وأكّد أنّ إنشاء وزارة للأمن السيبراني يرجع لكلّ هذه الأسباب. ’’حكومة كيبيك ليست استثناءً ولذلك يجب علينا أن نوصل مسألة الأمن السيبراتي إلى أعلى سلطة، وهي مجلس الوزراء‘‘، كما قال.
ونتيجة لذلك، أوضح الوزير أنّ ’’حكومة كيبيك شاركت في أبريل/نيسان الماضي كدولة في مناورة لحلف شمال الأطلسي.‘‘
وفي تشرين نوفمبر/الثاني المقبل سيحضر مدربون من الناتو إلى كيبيك ’’لمواصلة تعاوننا‘‘.
وأكّد الوزير أنّ حدثاً مثل (MTL Connete) مهمّ. ’’نحن بحاجة إلى مواهبكم و إلى عبقريتكم و إبداعكم لتحسين الأمن السيبراني لمجتمعنا.‘‘
فبفضل ’’أحداث مثل هذا ، نقوم بفرز الروابط، ونرسل الرسائل، ونتحدث، ونعمل معاً، ونتعاون، ونتعرف على بعضنا البعض، ونثق ببعضنا البعض.‘‘
وحسب السيد كير، ’’ سيضمن ذلك أننا سنكون قادرين بشكل فردي على إنشاء شبكة دفاع إلكتروني بشكل جماعي والتي ستحمينا وتسمح لنا بإجراء تحول رقمي ناجح لأن مواطنينا سيفعلون ذلك بكل ثقة.‘‘
عصر الذكاء الاصطناعي
ومن جانبه، أوضح مهدي بن بوبكر، مدير مؤسسة الربيع الرقمي (Le Printemps Numérique) المنظّمة لهذا الحدث أنّنا ’’على أبواب عصر جديد، يتسم بصعود الذكاء الاصطناعي حيث يفتح هذا التحول الرقمي آفاقًا رائعة‘‘.
وبالنسبة له ’’يَعِد ذلك بابتكارات من شأنها أن تحول مجتمعاتنا بطريقة عميقة ودائمة. ولكي تكون هذه التحولات مفيدة حقًا، فمن الضروري أن نفهم بشكل أفضل الآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي، وخاصة آثاره المباشرة على حياة مواطنينا‘‘.
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي محركاً للتقدم، ولكنه يثير أيضاً أسئلة حاسمة تتعلق بالأخلاقيات، لحماية الحقوق والإدماج.نقلا عن مهدي بن بوبكر، مدير مؤسسة الربيع الرقمي (Le Printemps Numérique)
وأضاف أنه ’’لهذا السبب، في الربيع الرقمي، نحن ملتزمون بتعزيز التكنولوجيا الرقمية المسؤولة والشاملة والمستدامة، والتكنولوجيا الرقمية التي تضع الناس والصالح العام في قلب التكنولوجيا.‘‘
المرأة والتكنولوجيا
وستسلط حلقات نقاشية الضوء على تمثيل المرأة في المناصب القيادية في مجال الذكاء الاصطناعي وتحديات الإدماج في التكنولوجيا الصحية وعلى أهمية تنويع الأصوات في هذا القطاع المتنامي.
ستسلط المائدة المستديرة ’’المرأة في مجال التكنولوجيا‘‘ الضوء على الدور الأساسي للمرأة في النظام البيئي التكنولوجي العالمي، ومعالجة التحديات والفرص الفريدة بالنسبة لها.
وسيقام حفل توزيع جوائز (MTL Tech) وسيسلط الضوء على 12 متأهلاً للتصفيات النهائية مقسمين إلى أربع فئات متميزة، احتفالاً بالابتكار الرقمي والريادة في مختلف المجالات.
المصدر: سمير بن جعفر