كان لِجمهور مونتريال موعد مساء الأحد الماضي مع السينما النسائية العربية والإيرانية ضمن فعاليات الدورة الـ42 للمهرجان الدولي للفيلم الفني (The International Festival of Films on Art – FIFA).
ولِلسنة الثانية على التوالي، أعطى المهرجان تفويضا مطلقا لمعهد العالم العربي (IMA)، المؤسسة الثقافية الفرنسية التي يقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، لتنظيم أمسية مخصصة للعالم العربي.
’’نظرات النساء‘‘ هو عنوان البرنامج الذي سمح للجمهور باكتشاف ثمانية أفلام قصيرة تم إنتاجها في السنوات الأخيرة.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت ليان شواف، مديرة السينما في معهد العالم العربي والتي أشرفت على اختيار الأفلام، أن الأفلام المختارة لا تنحصر في العالم العربي بل ثلاثة منها من إخراج سينمائيين إيرانيين.
ويُعتبر هذا الاختيار إشارة أمسية تم تنظيمها في أبريل/نيسان الماضي في معهد العالم العربي لدعم الحركة الاحتجاجية التي نشأت بعد وفاة مهسا أميني في طهران في سبتمبر/أيلول 2022. وقد اعتقلت الشرطة الفتاة لأنها لم ترتدي الحجاب.
وتم عرض العديد من الأفلام القصيرة بهذه المناسبة.
وبالنسبة لاختيار أفلام المخرجين العرب، تقول ليان الشواف إنها حاولت ’’تمثيل مختلف البلدان [العربية]: الخليج والشرق الأوسط والمغرب العربي”.
وحسب بيان صحفي صادر عن المهرجان فإنّ ’’هذه الأفلام لم يتم طرحها من قبل في أمريكا الشمالية وتقدم رؤية حالية ورائدة لمجتمعات المملكة العربية السعودية ولبنان والمغرب وفلسطين وكذلك إيران.‘‘
وتستذكر السيدة شواف المولودة في سوريا حيث حصلت على شهادة في الحضارة والأدب الفرنسي من جامعة دمشق، أن بعض الأفلام مثل ’’الديفا أسمهان‘‘ للمخرجة الفرنسية اللبنانية كلوي مازلو، عُرضت خلال معرض “ديفا : من أم كلثوم إلى داليدا‘‘ الذي نظمه معهد العالم العربي في عام 2021.
وسترافق أفلام أخرى معرض ’’المستقبل العربي والخيال العلمي واليوتوبيا والمخيلات العربية الجديدة‘‘ الذي سيقام اعتبارا من أبريل/نيسان المقبل في معهد العالم العربي بباريس.
من بين الأفلام الثمانية، ثلاثة منها تأتي من إيران. هناك العديد من المواضيع، ولكن هناك رابط مشترك واحد فقط: المرأة.
نقلا عن ليان شواف، رئيسة قسم السينما في معهد العالم العربي (باريس)
ويعتقد فيليب ديل دراغو، المدير العام والفني للمهرجان أنه ’’من خلال تقديم تفويض مطلق لمعهد العالم العربي، يؤكد المهرجان من جديد التزامه بالاحتفاء بأصوات النساء في السينما والفنون وتعزيزها.‘‘
ويضيف أنه من خلال ’’هذا التعاون، لا نطمح فقط إلى تسليط الضوء على المواهب النسائية، ولكن أيضاً إلى إقامة روابط أقوى بين الثقافات، وبالتالي فتح حوارات أساسية في العالم المعاصر.‘‘
وبالنسبة له، ’’يقع هذا التبادل الثقافي في قلب مهرجاننا، مما يعكس قناعتنا بأن الفن هو ناقل قوي للوحدة والتفاهم المتبادل.‘‘
غرام وانتقام
وقد تأثر الجمهور بشكل خاص بالفيلم القصير ’’غرام وانتقام‘‘ (Love & Revenge) للمخرجة اليمنية أنهار سالم. وعبّر الحضور عن إعجابهم بالفيلم بالتصفيق والهتاف عند نهاية عرض الفيلم.
وتروي المخرجة المولود في المملكة العربية السعودية والتي تعيش في فرنسا قصة المراهقة السعودية دودي التي تبحث عن الحرية وتحاول الهروب من واقعها باستخدام فلتر إنستغرام.
لكنها فقدت التحكم في حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي الذي واصل نشر مقاطع فيديو خاصة بها دون علمها.
وهذا يذكرنا بقصص فتيات سعوديات تم اعتقالهن في السنوات الأخيرة بعد نشر مقاطع فيديو لهنّ اعتُبرت غير أخلاقية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشبه دودي إلى حدّ كبير الشابة السعودية رهف محمد التي لجأت إلى كندا عام 2019 (نافذة جديدة) بعد فرارها خلال رحلة إلى الكويت مع عائلتها، والتي تقول إنها كانت ضحية للعنف الجسدي والنفسي
من طرف عائلتها.
ويسمح الفيلم الذي تبلغ مدته 31 دقيقة والذي تم إصداره عام 2021، نافذة نادرة على الواقع غير المعروف للشباب السعودي الحالي.
وتقول ليان شواف، التي تعمل في معهد العالم العربي منذ عام 1992، إنها متفائلة بمستقبل السينما العربية.
أنا لست متفائلة فحسب، بل هناك بزوغ رائع للمخرجات في الوطن العربي وفي كل الدول.
نقلا عن ليان شواف، رئيسة قسم السينما في معهد العالم العربي (باريس)
وذكّرت بأن ’’مخرجتين عربيتين كانتا ضمن القائمة القصيرة لأفضل فيلم أجنبي في سباق جوائز الأوسكار 2024، وترشحت إحداهما في فئة أفضل فيلم وثائقي”.
وهما على التوالي المغربية أسماء المدير مع كذب أبيض
والتونسية كوثر بن هنية مع ’’بنات ألفة‘‘.
’’السينما العربية مزدهرة. لا أستطيع أن أقول إن كلّ الأفلام ممتازة. ولكنّ أنا متفائلة بالنسبة للنساء وحتى الرجال أيضا. ولكن بالنسبة للنساء على وجه التحديد، فإن الأمور تسير بشكل جيد في الوقت الحالي.‘‘