حلّ في كندا منذ بداية الأسبوع الجاري وفد اقتصادي جزائري مكوّن من نحو خمسين من أصحاب الأعمال بقيادة مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري (CREA)، وهو منظمة مستقلة تجمع متعاملين اقتصاديين من القطاعين العام والخاص.
وكان لِأعضاء الوفد عدّة لقاءات مع مؤسسات كندية وخاصةً تلك الواقعة في مقاطعة كيبيك حيث يقيم معظم أفراد الجالية الجزائرية في كندا والتي التقى بعض أعضائها مع الوفد أيضاً.
ومن بين اللقاءات الأخرى التي عقدها أعضاء الوفد يمكن ذكر ذلك الذي نُظّم مع مكتب تطوير التجارة في كندا (TFO Canada) وهو منظمة غير ربحية تقدّم خدمات للمؤسسات الأجنبية التي تنوي تصدير خدماتها وسلعها إلى السوق الكندية.
وعُقد آخر لقاء اليوم الجمعة بين رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولى و غريغ فرغوس رئيس مجلس العموم الكندي.
وكان هذا الأخير قد زار الجزائر في أبريل/نيسان الماضي والتقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون الذي أصدر تعليمات بتنظيم هذه الزيارة.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح مايكل كالان، سفير كندا لدى الجزائر أنّ الجانب السياسي في العلاقات الاقتصادية مهمّ في الجزائر.
هناك علاقة وطيدة بين الحياة السياسية والاقتصادية في الجزائر. ومن المهمّ المضيّ قُدماً على هذين الصعيدين.نقلا عن مايكل كالان، سفير كندا في الجزائر
وفي يوم الأربعاء الماضي، تمّ تنظيم لقاء بين الوفد الجزائري وأعضاء من مجلس التنمية كندا-الجزائر تعرّف من خلاله الحضور على فرص الاستثمار في الجزائر.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي أوضح غاني قلّي، رئيس هذا المجلس أنّ هذا النوع من اللقاءات ضروري لأنّ ’’التواصل المباشر مهمّ جدّاً في ثقافة المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الذين لا زالوا لم يتعوّدوا على التواصل الافتراضي رغم أنّهم يمارسونه [منذ الجائحة].‘‘
ومن جانبه أكّد كمال مولى، رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري أّنّ هذه الزيارة كانت مثمرة.
هناك اهتمام كبير للتعرف على السوقين [الجزائري والكندي] من الجانبين. ويمكن للجزائر أن تكون قاعدة خلفية لكندا للسوق الإفريقية.نقلا عن كمال مولى، رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري
وتأسّف لعدم معرفة أصحاب الأعمال الكنديين للسوق الجزائرية، كما قال. ’’نحن هنا لنقول للكنديين أنّ الجزائر قد تغيّرت. فتكلفة الانتاج فيها منخفضة وسوقها كبيرة واقتصادها عرف نموّا بنسبة 4,2%.‘‘
وخلال هذا اللقاء قدّم عمر ركّوش، المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار (AAPI) ملخّصا حول الاستثمارات في الجزائر.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح أنّه في الفترة الممتدة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2022 و يونيو/حزيران 2024، سجّلت الجزائر أكثر من 8.000 استثمار من بينها 140 استثمارا أجنبيا أو في إطار الشراكة.
ولم يتجاوز عدد الاستثمارات الكندية استثمارين. ويعود ذلك، حسب السيد ركّوش إلى عدم معرفة المتعاملين الكنديين بعالم الاستثمار في الجزائر.
ويتعلّق الاستثمار الأول بقطاع بناء سفن الصيد والثاني في مواد النظافة الجسدية. وأوضح أنّ هناك استثمارين آخرين قيد الدراسة وينتمي صاحبا هذين المشروعين إلى الجالية الجزائرية في كندا.
60 سنة من العلاقات الدبلوماسية
ومن جانبه ذكّر السفير الجزائري لدى كندا، نور الدين سي عابد، أنّ الجزائر وكندا تحتفلان هذا العام بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال إنّ الجزائر ’’تزخر بفرص استثمار كبيرة في عدّة قطاعات من بينها الزراعة، الصناعة التحويلية، الطاقة المتجدّدة والذكاء الاصطناعي.
وحسب سفارة كندا في الجزائر، بلغت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 1,52 مليار دولار في عام 2022.
وتمثل الجزائر السوق الأولى للصادرات الكندية في إفريقيا. وهناك أكثر من مائة شركة كندية في الجزائر في قطاعات مختلفة كالمنتجات الغذائية والطيران.