قالت شرطة تورونتو اليوم إنّ ثلاثة أشخاص اعتُقلوا مساء أمس خارج فندق في وسط المدينة خلال تجمع احتجاجي مرتبط بمهرجان للجالية الإريترية مثير للجدل وإنه تمّ الإفراج عنهم لاحقاً دون شروط.
وكان متظاهرون معارضون لـ’’مهرجان إريتريا‘‘ (Festival Eritrea)، الذي شهد أعمال عنف في اليوم السابق في أحد متنزهات المدينة، قد تجمعوا أولاً في مدرسة محلية في الصباح قبل الانتقال إلى فندق شيراتون بعد الظهر وفي المساء حيث كان المهرجان يقيم حدثاً، كما قالت لوري ماكان من شرطة تورونتو.
وأخذت تظاهرة أمس منحىً عدوانياً حوالي الساعة العاشرة مساءً عندما ألقى بعض الناس قوارير مياه على أفراد الشرطة. لكن لم يُبلَّغ عن وقوع إصابات، على حد قول ماكان.
وأضافت ماكان أنّ عناصر تابعين لفرقتيْن في جهاز شرطة بلدية تورونتو وعناصر آخرين من وحدة مكافحة الشغب في الجهاز حضروا إلى الفندق من أجل الحفاظ على السلامة العامة.
’’ستواصل الشرطة التحقيق في أيّ جرائم أُخرى وستقوم بتحديد هويات المتورطين. ويمكن توجيه التهم في وقت لاحق‘‘، أضافت ماكان.
وكانت بلدية تورونتو قد ألغت تصريح إقامة مهرجان احتفالي للجالية الإريترية في متنزه ’’إيرلزكورت‘‘ (Earlscourt Park) في غرب المدينة ليلة السبت بعد اندلاع أعمال عنف في وقت سابق من ذاك اليوم.
فقد اشتبك مشاركون في المهرجان مع متظاهرين ضد إقامته، ما تسبب في وقوع عدد من الجرحى أُرسل تسعة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقالت شرطة كبرى المدن الكندية إنّ ثمانية أشخاص أُصيبوا بجراح لا تهدد حياتهم بينما أصيب شخص واحد بجروح خطيرة جراء تعرضه للطعن. ولم تذكر الشرطة كيف أصيب الثمانية.
وفي نهاية المطاف نشرت شرطة تورونتو فرقة مكافحة الشغب في متنزه ’’إيرلزكورت‘‘ حيث تحول ’’مهرجان إريتريا‘‘ إلى حالة من الفلتان والفوضى منذ بدايته تقريباً. فالمناوشات اندلعت في البدء حوالي الساعة 10 صباحاً واستمرّ التوتر طوال اليوم.
واعتباراً من الساعة العاشرة من ليل السبت ألغت بلدية تورونتو تصريح المهرجان في متنزه ’’إيرلزكورت‘‘ حفاظاً على السلامة العامة. وكان التصريح قد مُنح في الأصل للفترة الممتدة من يوم السبت ليوم الاثنين.
’’تعمل البلدية مع منظمي الحدث لمعالجة التأثير الذي قد يكون لذلك على رواد المهرجان وأنشطته. البلدية لا تتسامح مع أيّ نوع من أنواع العنف أو تتغاضى عنه‘‘، قال مدير العلاقات الإعلامية في بلدية تورونتو، راسل بيكر.
من جهته، قال لامبروس كيرياكاكوس، أحد المشاركين في تنظيم المهرجان، إنّ قرار البلدية كان مخيباً للآمال.
’’في الجوهر، ما يقولونه لنا هو أنه عندما يكون لديك تجمع سلمي ويأتي شخص ما ويضربك ويصيب تسعة أشخاص ويهدد بضرب الأطفال وكبار السن وإلحاق الأذى بهم وترهيبهم، يكون له الحق في إيقاف حدث ما والقدرة (على تحقيق ذلك)‘‘، قال كيرياكاكوس.
وأضاف كيرياكاكوس صباح أمس أنّ حدثاً آخر ضمن المهرجان من المقرر عقده ليل أمس في أحد فنادق تورونتو سيُقام كما هو مقرَّر.
أمّا المتظاهرون، وهم إريتريون أيضاً، فقالوا إنهم خرجوا للتظاهر ضد المهرجان لأنه يدعم حكومة إريتريا.
لكنّ يوردانوس تيسفاماريام، منظم ’’مهرجان إريتريا‘‘، عارض هذا الادعاء.
’’إنه كذب، إنه كذب ملفَّق‘‘، قال تيسفاماريام لشبكة ’’سي بي سي‘‘ (هيئة الإذاعة الكندية) الإخبارية.
وتصف منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان إريتريا بأنها واحدة من أكثر دول العالم قمعاً. فمنذ أن استقلّت هذه الدولة الصغيرة، الواقعة في منطقة القرن الإفريقي، عن إثيوبيا قبل ثلاثة عقود يقودها الرئيس أسياس أفورقي الذي لم يجرِ أيّ انتخابات.
وفرّ الملايين من سكانّ هذا البلد هرباً من ظروفه القاسية ومن ضمنها التجنيد العسكري الإجباري.
نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘