تستعد الشركات الكندية بقلق لتأثيرات إضراب عمال موانئ الساحل الشرقي للولايات المتحدة الذي يقترب بسرعة، وقد يشل سلاسل التوريد القارية.
وهددت رابطة عمال الموانئ الدولية (ILA)، التي تمثل ما يقرب من 45000 عامل موانئ في 36 ميناء بحري من تكساس إلى مين، بالإضراب عن العمل في الأول من أكتوبر إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن عقد جديد مع تحالف الولايات المتحدة البحري (USMX) لشركات الشحن.
ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود، وقال تحالف الولايات المتحدة البحري يوم الخميس إنه رفع دعوى ضد ممارسات العمل غير العادلة لدى مجلس العلاقات العمالية الوطني الأمريكي، زاعما أن النقابة لا تتفاوض بحسن نية، بينما تقول رابطة عمال الموانئ الدولية إنها تريد التفاوض لكنها وصفت عروض الأجور التي قدمها أصحاب العمل بأنها “مزحة” و”مهينة”.
من جهتها، قالت غرفة التجارة الكندية إن سلعا وخدمات بقيمة 3.6 مليار دولار تعبر الحدود بين الولايات المتحدة وكندا كل يوم.
وقالت مجموعات الأعمال إن إغلاق هذه الموانئ الأمريكية من شأنه أن يهدد استمرارية تسليم الكثير من هذه السلع.
كما قال باسكال تشان، المدير الأول للنقل والبنية الأساسية في غرفة التجارة الكندية، لجلوبال نيوز: “هناك الكثير من القلق.. أي اضطراب كبير يمكن أن يعرض سبل عيش العمال في العديد من الصناعات على جانبي الحدود للخطر”.
ومع اقتراب الأول من أكتوبر، قال المسؤولون التنفيذيون والمحللون في الموانئ البحرية إن الإغلاق يبدو محتملا ــ وقد يكون التأثير الاقتصادي شديدا.
وقال محللو النقل في JPMorgan لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع إن الإضراب قد يكلف الاقتصاد الأميركي بأكمله 5 مليارات دولار أميركي يوميا، أو نحو ستة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي يوميا، وأن الإضراب ليوم واحد فقط من شأنه أن يخلق تراكما قد يستغرق ستة أيام لتسويته.
وذكر تحليل لوكالة Moody’s، يوم الأربعاء، أن الإضراب “الذي يستمر لأكثر من أسبوع أو أسبوعين من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ونقص ملحوظ في مستلزمات التصنيع والسلع”.
وسيعاني قطاع السيارات من تضاؤل مخزونات المكونات المستوردة، مع تباطؤ الواردات والصادرات الزراعية.
وقال تشان إن غرفة التجارة الكندية في صدد إجراء تقييمها الخاص للأثر الاقتصادي، لكنه أشار إلى أن الشركات لا تزال تتعافى من آثار إغلاق السكك الحديدية الرئيسية في كندا لمدة أربعة أيام في الشهر الماضي، مما أدى أيضا إلى تعطيل سلاسل التوريد عبر الحدود.
ورفض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، علنا الدعوات للتدخل في نزاع عمال الموانئ في الولايات المتحدة.
لكن البيت الأبيض يقول إنه يراقب الوضع، وذكرت رويترز هذا الأسبوع أن نائبة وزير العمل جولي سو مستعدة للمشاركة في المفاوضات، ويُنظر إلى سو على أنها كانت ذات دور فعال في تأمين اتفاق بين موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة والعمال العام الماضي والذي تجنب الإضراب.
مهاجر