نُظِّم المهرجان الدولي لفيلم الأطفال في مونتريال من 25 فبراير/شباط إلى 5 مارس/آذار 2023.
أُسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي على المهرجان الدولي لفيلم الأطفال في مونتريال (Festival International du Film pour Enfants de Montréal – FIFEM) بالإعلان عن الأفلام الحائزة على جوائز الدورة السادسة والعشرين لهذا الحدث الذي يصادف العطلة المدرسية في مقاطعة كيبيك.
وحاز فيلم ’’ما وراء الحدود‘‘ (Oltre il confine) للمخرج الإيطالي أليساندرو فالنتي على جائزة مونتريال الكبرى التي تمنحها لجنة تحكيم الأطفال.
وتمكّن هذا الفيلم من الظفر بأصوات الأطفال الأربعة الذين يشكّلون لجنة التحكيم بفضل ’’قصته المؤثرة؛ التصوير المتميز وشخصياته المحبّبة.‘‘
ويتناول الفيلم، من خلال قصة شقيقين يتيمين بيكيسسا ، 12 سنة ، وإينو ، ست سنوات، مشكلة المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط للذهاب إلى إيطاليا.
وخلال الحفل الختامي الذي أقيم في قاعة ’’سينما المتحف‘‘ (Cinéma du Musée) ، وهي قاعة تقع داخل أسوار مجّمع متحف الفنون الجميلة في مونتريال، أشار مخرج الفيلم إلى أن ’’مأساة المهاجرين لا زالت مستمرة الآن في البحر الأبيض المتوسط .‘‘
وأشار إلى الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي قبالة قرية كوترو في منطقة كالابريا الإيطالية حيث لقي 62 مهاجرا على الأقل مصرعهم بعد غرق قاربهم.
في الأسبوع الماضي، غرق قارب ومات أطفال. أتساءل كيف لا يمكن للمرء أن يتأثّر بهذه الفاجعة ؟ كيف يمكنا التفكير في أي شيء آخر؟ هؤلاء الأطفال ذهبوا وتركونا في الظلام. أهدي هذه الجائزة لجميع الأطفال الوحيدين في هذا العالم.
نقلا عن أليساندرو فالنتي
وتتكوّن لجنة تحكيم الأطفال من أنايس روا وهارون الماسين الفلاح وماغالي بيليتييه ورومي دوبوا. وجميعهم يبلغون من العمر 11 عاماً.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح هارون الماسين الفلاح أنه اختار فيلم أليساندرو فالنتي بسبب الموضوع الذي تطرّق إليه.
نحن لا نتحدث كثيرًا عن ذلك [مأساة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط]. هناك أشخاص ماتوا مؤخّراً. كانوا يحاولون أرادوا الهجرة على متن قارب … الفيلم يبعث برسالة مفادها عدم الاستسلام أبداً.
نقلا عن هارون الماسين الفلاح، 11 سنة، عضو لجنة تحكيم الأطفال في المهرجان الدولي لفيلم الأطفال في مونتريال
ويضيف هذا الطفل طالب الصف السادس الابتدائي الذي ’’يحب كرة القدم والقراءة ومشاهدة الأفلام‘‘ أنه فضل هذا الفيلم على فيلم آخر تناول موضوع الثقة بالنفس والتنمر.
ويعتقد هذا الطفل المولود في مونتريال لأبوين مغربيين ’’أن موضوع التنمّر قد نوقش من قبل. وهناك حملات توعية في المدارس ، مثل يوم السترة الوردية، بينما مأساة المهاجرين، لا نتحدث عنها كثيراً.‘‘
لجنة تحكيم الأطفال
تُمنح جوائز المهرجان من طرف لجنتي تحكيم مختلفتين، إحداهما مكوّنة من محترفين والأخرى تتكون حصرياً من الأطفال الذين يحبون الفن السابع ، بالإضافة إلى جائزة الجمهور (انظر الجوائز أدناه).
وللمشاركة في لجنة تحكيم الأطفال، يتعينّ على كلّ طفل إرسال مقطع فيديو يقدّم فيه نفسه ويتحدّث عن فيلم أثّر فيه.
وتقول أمينة زواغ، والدة هارون الماسين الفلاح التي كانت حاضرة معه طوال أسبوع المهرجان :’’ كان على كلّ طفل أن يكتب نصّاً قصيراً يعرّف فيه بنفسه.‘‘
وأضافت أن كلّ عائلتها ’’كانت سعيدة عندما تمَ اختياره مع أعضاء آخرين في لجنة تحكيم الأطفال. هارود من رواد المهرجان منذ أن كان في الرابعة من عمره.‘‘
ولإقناع منظمي المهرجان بإدراجه في لجنة تحكيم الأطفال، تحدث هارون الماسين الفلاح في مقطع الفيديو الخاص به عن فيلم ’’المدرب كارتر’’ (Coach Carter) للمخرج توماس كارتر الذي صدر عام 2005.
’’إنه فيلم عن مدرب كرة سلة. أُحبُّ الأفلام الوثائقية التي تتحدّث عن الرياضة والسير الذاتية ‘‘، كما أكّد الطفل عضو لجنة التحكيم.
الجوائز
- جائزة مونتريال الكبرى (لجنة تحكيم الأطفال): الفيلم الإيطالي ’’ما وراء الحدود‘‘ (Oltre il confine) للمخرج اليساندرو فالنتي، لـ’’قصته المؤثرة؛ التصوير المتميز وشخصياته المحبّبة.‘‘
- جائزة أفضل فيلم قصير (لجنة تحكيم الأطفال): فيلم الرسوم المتحركة السويسري ’’ملكة الثعالب‘‘ (La reine des renards) للمخرجة مارينا روسيه، “لِشاعرية هذه القصة المؤثرة عن الحب؛ الرسوم المتحركة الدقيقة ذات الألوان الزاهية والموسيقى التصويرية الأصلية.‘‘
- جائزة مونتريال الكبرى (لجنة تحكيم المحترفين): الفيلم الكيبيكي ‘‘جول في بلد آشا‘‘ (Jules au pays d’Asha) للمخرجة صوفي فاركاس بولا ’’للشاعرية والسحر الذي ينبعث من فيلمها؛ لأن صور الفيلم تتحدث أكثر من الحوارات. لِمعالجتها لموضوع راهن في حقبة ماضية ؛ للسماح للأطفال بالتعرف على ثقافة أخرى؛ لجرأتها على معالجة موضوع المصالحة مع السكان الأصليين بدقة.‘‘
- جائزة أفضل فيلم قصير (لجنة تحكيم المحترفين): الفيلم الكندي ’’كورفين‘‘ (Corvine) للمخرج شون ماكارون لـ”قصته الفريدة والمؤثرة، تقنية الرسوم المتحركة الدقيقة للغاية. جمال الصور المرسومة وشاعرية السيناريو.‘‘
- جائزة اتحاد الفنانين (UDA) للتمثيل: مُنحت من قبل لجنة تحكيم المحترفين للطفل الممثل جوي بيلانجيه في الفيلم الكيبيكي’’كوكو يُغلق‘‘ (Coco ferme) لـ’’دقة تمثيله؛ الأصالة والمصداقية التي أعطاها لشخصيته؛ الفكاهة والخفة التي نفثها في الفيلم.‘‘
- جائزة الجمهور : فاز بها بالتساوي فيلمان كيبيكيان وهما ’’كوكو يُغلق‘‘ (Coco ferme) من إخراج سيباستيان غانييه وفيلم ’’كاتاك، البيلوغا الشجاع‘‘ (Katak, le brave béluga) وهو فيلم رسوم متحركة من إخراج كريستين دالير-دوبون ونيكولا لوماي.