تجمّع عشرات الأشخاص أمس أمام مبنى وزارة التربية في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا، احتجاجاً على ما اعتبروه إجراءً عنصرياً ضد الفلسطينيين في مدرسة محلية.
وقال أفرادٌ من عائلات عدد من طلاب مدرسة ’’بارك ويست‘‘ في المدينة وجماعاتٌ مناصرة محلية إنّه قيل لبعض الطلاب إنه غير مسموح لهم ارتداء الكوفية الفلسطينية خلال يوم التنوع الثقافي الذي نظمته المدرسة يوم الأربعاء الماضي وشجعت فيه الطلاب على ارتداء ملابس تعكس ثقافاتهم.
وأضافوا أنه تمّ استدعاء بعض من كانوا يرتدون الكوفية إلى مكتب مديرة المدرسة، بينيديت أنيانْوُو، التي طلبت منهم خلعها بحجة أنّها من رموز الحروب.
وقال عبد الله أبو الخير إن شقيقه البالغ من العمر 13 عاماً، وهو طالب في الصف التاسع في المدرسة، وأصدقاءَه ارتدوا الكوفية ذاك اليوم، لكنّ شقيقه خلعها عندما سمع أنّه تمّ تعليق دراسة بعض الطلاب بسبب ارتدائهم إياها. إلّا أنه أضاف أنّ لا أحد في المدرسة تحدث إلى أخيه عن ذلك.
’’لسنا هنا للقتال‘‘، قال أبو الخير، ’’نحن هنا لنُري الناس ما هي الكوفية… نحن هنا لتثقيف الناس وإعلامهم عنها‘‘.
وأقرّت مديرة المدرسة كما مركز هاليفاكس الإقليمي للتربية بوقوع ’’حادثة‘‘ في المدرسة، لكنهما نفيا وجود حظر على الكوفية.
واعتذرت المديرة يوم الجمعة عن الأسى الذي تسببت به للطلاب وأسرهم وللمجتمع الأوسع.
ففي رسالة نشرتها على الموقع الإلكتروني للمدرسة وتوجّهت فيها إلى عائلات الطلاب، قالت المديرة إنّ ما جرى كان ’’حادثاً معزولاً‘‘.
ويوم السبت قال ستيف غالاغر، المدير التنفيذي الإقليمي بالإنابة لمركز هاليفاكس الإقليمي للتربية الذي تتبع له مدرسة ’’بارك ويست‘‘، إنّ المركز يأسف بشدة ’’لأيّ ضرر تسبب به الوضع للجالية الفلسطينية‘‘، مؤكداً عدم وجود ’’حظر شامل‘‘ على الكوفية.
من جهتها، قالت هديل دلّول، وهي معلِّمة فلسطينية الأصل تابعة لمركز هاليفاكس الإقليمي للتربية، إنها شاركت في التجمع الاحتجاجي لإظهار الدعم لجاليتها وعائلتها.
وأشارت دلّول إلى أنّ طلاب ’’بارك ويست‘‘ متنوّعو الثقافات وأنّ المدرسة يجب أن تكون بالتالي أكثر انفتاحاً على الاستماع وفهم ما تعنيه الكوفية وخلفيتها للفلسطينيين، وأضافت، أسوةً بسائر المتظاهرين، أنها لا تعتبر اعتذار المديرة صادقاً.
من جهتها، شرحت مها نصّار، وهي بروفيسورة مشاركة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث والدراسات الإسلامية في جامعة أريزونا الأميركية، أنّ الكوفية تشكل رمزاً مركزياً في الثقافة الفلسطينية.
بالنسبة للفلسطينيين، تمثّل الكوفية عدداً من الأمور. فهي تمثل الارتباط بأرضهم، وهي لباس ارتداه تاريخياً الفلاحون، الأشخاص الذين يعملون في الأرض، لتغطية شعرهم من الشمس الحارقة وتغطية رؤوسهم وظهورهم.‘‘
نقلا عن مها نصّار، بروفيسورة مشاركة في جامعة أريزونا
“لذا، هي رمز لهذا النوع من الارتباط التاريخي والتعلق الحالي بالأرض. أمّا النمط نفسه، نمط شبكة صيد السمك والأمواج، فيمثّل أيضاً روابط الفلسطينيين بالبحر‘‘، قالت نصّار.
وأضافت نصّار أنّه غالباَ ما يتم ارتداء الكوفية في مناسبات ثقافية، مثل حفلات الزفاف والرقصات الشعبية.
لكنّ الكوفية اتخذت أيضاً معنىً سياسياً، أشارت نصّار. ففي ثلاثينيات القرن الفائت أصبحت رمزاً لمقاومة الاستعمار البريطاني كما أنها لا تزال تمثّل معارضة للظلم.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)