أظهر استطلاع للرأي نشر يوم الاثنين أن نحو ثلثي الكنديين الذين شملهم الاستطلاع هذا الشهر يعتقدون أن الديمقراطية الأمريكية لا يمكنها الصمود لأربع سنوات أخرى من وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، وأفاد حوالي نصفهم أن الولايات المتحدة في طريقها إلى أن تصبح دولة استبدادية.
من المرجح أن تضع الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر الرئيس جو بايدن في مواجهة ترامب، وهو المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري مع بدء التصويت في السباق التمهيدي الرئاسي في ولاية أيوا يوم الاثنين.
وقال 64% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه معهد أنجوس ريد وشمل 1510 كنديين إنهم يتفقون مع العبارة التالية: “لا يمكن للديمقراطية الأمريكية أن تصمد أمام أربع سنوات أخرى من حكم دونالد ترامب”، في حين لم يوافق 28% على ذلك.
وكان قد صدم هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول هيل من قبل أنصار ترامب الذين يسعون إلى منع التصديق على فوز بايدن في انتخابات 2020، العديد من الكنديين، وألقى رئيس الوزراء جاستن ترودو باللوم علنا على ترامب في تحريض الغوغاء.
وتعهد ترامب في حال انتخابه مرة أخرى بمعاقبة أعدائه السياسيين.
ويقول 53% من الكنديين إن فوز بايدن سيكون أفضل للاقتصاد الكندي من فوز ترامب (18%).
وأفاد 49% من الأشخاص أن الولايات المتحدة في طريقها لأن تصبح دولة استبدادية، وبيّن 71% من الكنديين أن مفهوم تطبيق سيادة القانون بالتساوي على الجميع يضعف في الولايات المتحدة.
وقالت Shachi Kurl، رئيسة معهد أنجوس ريد: “ما نراه هو أن الناس يشعرون بالقلق الشديد بشأن احتمال عودة دونالد ترامب”.
ويراقب حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم والأسواق المالية الانتخابات بقلق نظرا للانعزالية والسياسات التجارية الحمائية لرئاسة ترامب، وبسبب قربهم وعلاقاتهم الاقتصادية، فإن الكنديين لديهم ما هو أكثر عرضة للخطر من معظم البلدان.
إذ يعيش ثلثا سكان كندا البالغ عددهم 40 مليون نسمة على مسافة 100 كيلومتر من الحدود الأمريكية، كما أن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة ذات أهمية وجودية لكندا.
فثلاثة أرباع إجمالي الصادرات الكندية تذهب إلى الولايات المتحدة، ويأتي نصف واردات كندا من الولايات المتحدة، بما في ذلك 60% من إجمالي الخضروات الطازجة المستوردة.
وقال Kim Nossal، أستاذ الدراسات السياسية في جامعة كوينز في كينغستون بأونتاريو: “لا يوجد بلد قد يتأثر سلبا بفوز ترامب أكثر من كندا”.
وفي فترة ولايته الأولى، فرض ترامب إعادة التفاوض على الاتفاقية التجارية لأميركا الشمالية واصطدم مع ترودو، الذي وصفه ذات يوم بأنه “غير أمين وضعيف للغاية”.
وقال Nossal إن “وجهة نظر ترامب التجارية تنطوي على التفكير في كندا وكل من يسمون أصدقاء للولايات المتحدة على أنهم ليسوا أصدقاء على الإطلاق، بل مجرد حفنة من المستفيدين المجانيين الذين يمتصون ثروة الولايات المتحدة”.
وهناك بند في الاتفاقية التجارية الجديدة لأميركا الشمالية يقضي بمراجعتها للتجديد بعد ست سنوات، أو خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي المقبل في 2026.