قال البابا فرنسيس اليوم إنه تلقى كـ’’صفعة على الوجه‘‘ شهادات ضحايا العنف من سكان كندا الأصليين في المدارس الداخلية التي أدارتها الكنيسة خلال رحلته إلى كندا الأسبوع الماضي.
وكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية قد عاد يوم السبت من هذه الرحلة التي استغرقت ستة أيام والتي كان قد وصفها قبل البدء بها بأنها ’’حجّ تكفير عن الذنوب‘‘.
والتقى البابا في جولته الكندية بممثلي الأمم الأُوَل والخلاسيين (Métis) وشعب الإنويت وبأشخاص عاديين من هذه الشعوب، وطلب منهم المغفرة عمّا سمّاه ’’الشر‘‘ الذي ارتكب في المدارس الداخلية التي أقامتها الحكومات الكندية المتعاقبة والتي عُهد إلى الكنيسة الكاثوليكية في كندا إدارة 60% منها.
أؤكد لكم أنه في هذه الاجتماعات، وخاصة في آخر واحد منها، تلقيتُ ألمَ هؤلاء الناس كصفعة على الوجه.
نقلا عن البابا فرانسيس خلال الجلسة العامة الأسبوعية في الفاتيكان
سماع ’’أشخاص مسنين فقدوا أطفالاً ولا يعرفون مكانهم‘‘ كان ’’لحظة مؤلمة‘‘، أضاف البابا في خطابه.
ولم يشر البابا في خطابه إلى ’’عقيدة الاكتشاف‘‘ التي بموجبها سمحت الكنيسة لنفسها بفرض سيادتها على شعوب لم تكن مسيحية، كالسكان الأصليين.
هذه العقيدة أتاحت تبرير ’’الاستلاب الاستعماري‘‘ للأمم الأُوَل والخلاسيين وشعب الإنويت، من الناحيتيْن القانونية والأخلاقية، وفقاً لجمعية الأمم الأُوَل في كندا (AFN / APN).
إلّا أنّ البابا أشار في خطابه اليوم إلى ’’ذهنية الاستعمار (…) التي لا تزال حاضرة لغاية اليوم‘‘ والتي تتجلى في أشكال مختلفة.
وهذه الذهنية ’’تهدد تقاليد الناس وتاريخهم وروابطهم الدينية بمحوها الاختلافات وتركيزها فقط على الحاضر وإهمالها الأكثر ضعفاً وهشاشةً‘‘، أضاف البابا فرنسيس.
وكان البابا قد اختتم رحلته الكندية يوم الجمعة في إيكالويت، عاصمة إقليم نونافوت، حيث طلب مرة أخرى المغفرة عن أعمال العنف في 139 مدرسة داخلية في كندا استقبلت حوالي 150 ألفاً من أطفال السكان الأصليين ابتداءً من عام 1870 وحتى تسعينيات القرن الفائت.
وكان العديد من الأطفال ضحايا أعمال عنف في تلك المدارس، ومات منهم ما لا يقل عن ستة آلاف بسبب المرض أو سوء التغذية أو الإهمال، فيما وصفه البابا بـ’’الإبادة الجماعية‘‘ بحق السكان الأصليين في مؤتمر صحفي عقده في الطائرة التي أعادته من كندا إلى روما.
وإقليم نونافوت هو الأكبر مساحةً بين مقاطعات كندا العشر وأقاليمها الثلاثة، تبلغ مساحته الإجمالية 2,09 مليون كيلومتر مربّع، أي أكثر من خُمس مساحة كندا بقليل. لكنّ هذا الإقليم المترامي الأطراف، الذي يضمّ معظم أرخبيلات كندا في الدائرة القطبية الشمالية، هو الأقل سكّاناً بين الأقاليم والمقاطعات، إذ يقطنه فقط نحو 40 ألف نسمة (نافذة جديدة)، يشكل شعب الإنويت غالبيتهم الساحقة.