لتقى مجموعة من أبناء الجالية اللبنانية مساء أمس الجمعة في مونتريال بمناسبة الذكرى الثالثة للانفجار المأساوي في مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس/آب .
ونُظّمت الوقفة التذكارية أمام نصب ’’داليث‘‘ (Daleth) الواقع في منتزه مارسلان ويلسون قي مونتريال والذي صمّمه الفنان جيل ميهاليسيان تكريماً لأول المهاجرين اللبنانيين إلى كندا.
وجاء التجمع استجابة لنداء أُطلقه منذ أيام قليلة على فيسبوك أحد أعضاء الجالية اللبنانية في كندا.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح رغيد النعيمي أنه أطلق النداء باسمه الشخصي كما فعل في عام 2020، في اليوم التالي للانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً وإصابة أكثر من 6.500.
ويُعتبر هذا الانفجار أكبر انفجار غير نووي في التاريخ.
ونتج الانفجار من حريق في مستودع حيث تم تخزين أطنان من نترات الأمونيوم بلا مبالاة ، على الرغم من التحذيرات المتكررة التي وُجّهت للمسؤولين.
ويضيف الرجل الذي يقول إنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي : ’’أردت أن نقوم بهذه الوقفة حتى لا ننسى الموتى.‘‘
واستُهلّ التجمع بالنشيد الوطني اللبناني الذي ردّده بعض الحاضرين الذين يحملون كانوا يحملون أعلاما لبنانية.: ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي حدث منذ ثلات.
وفي كلمة ألقاها في بداية التجمع، أشار رغيد النعيمي إلى الهدف من تنظيم هذه الوقفة.
نجتمع هذا المساء لإحياء ذكرى من قضوا في المأساة التي ألمّت ببيروت قبل ثلاث سنوات. في لحظة، تحطمت حياة البعض، ودُمّرت العائلات وتأثرت المدينة إلى الأبد.
نقلا عن رغيد النعيمي
وطلب هذا الأخير من الحاضرين أن يوقدوا الشموع ، مؤكداً أنه ’’بإضاءة الشموع نحيي روح بيروت ونلتزم بألا ننسى أبداً.‘‘
ووقف الحاضرون دقيقة صمت تلتها قراءة لأسماء بعض ضحايا الانفجار ’’حتى لا يبقوا مجرّد احصائية‘‘، بحسب السيد النعيمي.
وحضر الوقفة عارف سالم، زعيم المعارضة الرسمية في مجلس بلدية مونتريال، وهو لبناني الأصل.
وقال إنه بعد كل هؤلاء الضحايا والجرحى ’’و 300.000 شخص فقدوا كل شيء تقريباً في لبنان، هناك أناس يجتمعون اليوم ويفكرون فيهم ويرسلون إليهم رسالة أمل من مونتريال.‘‘
وخاطب اللبنانيين في الداخل وقال لهم: ’’لستم وحدكم في طلب الحقيقة المخفية [حول الانفجار].‘‘
هذه الحقيقة التي لم تصل إليها العدالة اللبنانية بعد ثلاث سنوات على الأحداث.
واضطر قاض أول مكلف بالتحقيق في 2020 إلى الاستقالة، بعد توجيه اتهامات لرئيس الوزراء السابق، حسان دياب، وثلاثة وزراء سابقين.
وهاجم خليفته طارق بيطار بدوره السياسيين، لكن مجلس النواب اللبناني رفض رفع الحصانة عن النواب المتهمين، وعارضت وزارة الداخلية استجواب كبار الضباط ، ورفضت القوات الأمنية تنفيذ أوامر القبض.
كما أمرت النيابة بالإفراج عن 17 شخصا اعتقلوا دون محاكمة منذ الانفجار.
كما رفضت السلطات اللبنانية إجراء تحقيق دولي.
وكرّرت 300 منظمة غير حكومية، بما في ذلك منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وكذلك أسر الضحايا، دعوتها لتشكيل لجنة تحقيق دولية.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي ، أكد عارف سالم أن هذا التحقيق الدولي ’’هو الشيء الذي يجب القيام به. فَقَد لبنانيو الداخل كل الثقة بمؤسساتهم. ولكي تكون هناك عدالة ، فإن الأمر يتطلب بالتأكيد تحقيقاً دولياً‘‘.
وحضرت الزوجان جيما وجورج شاهين الوقفة الاحتجاجية لدعم ’’أهالينا في لبنان الذين يعانون كثيراً بسبب هذه المأساة.‘‘
ويشعر جورج شاهين بالأسف لأن ’’الطبقة السياسية الفاسدة‘‘، كما قال، لم تستطع اكتشاف حقيقة هذا الانفجار.
لقد وصلنا إلى مرحلة يجب فيها على المجتمع الدولي أن يرسل لجنة تحقيق دولية لمعرفة الحقيقة، لأن النظام الفاسد في لبنان لن يصل إلى أيّ نتيجة.
نقلا عن جورج شاهين
وقالت إليسا كيال، إحدى المتدخلات أثناء الوقفة، إن ’’ الانفجار بالنسبة للبنانيين، يمثّل الشكل المكثف لصدمات كل فرد. يفعل المستحيل. يجمع تجربة أجيال بأكملها في تاريخ واحد. هو حرب وانقساماتنا في صمت لقرن من الزمن. إنه عدم استقرار سياسي ، فساد ، عدم ثقة ، ظلم ، غضب الناس […] إنه يوم مؤلم لأنه ينطوي على كل المعاناة التي يعيشها اللبنانيون في لبنان والمغتربون في الماضي والحاضر.‘‘
ومن جهته ، دعا عارف سالم اللبنانيين في مونتريال وكندا بشكل عام إلى دعم منظمات المجتمع المحلي التي تساعد الناس في لبنان ، مثل منظمة ’’أل سي أف‘‘ (Liban-Canada Fonds – LCF).
وأضاف أن ’’هناك منظمات تقدم منحاً دراسية للشباب في لبنان بينما ترسل أخرى الأدوية ، لكن هذا لن يحل محل الدولة اللبنانية التي يجب أن تولد من جديد.‘‘