بقلم: هادي المهدي
لو أردنا أن نضع تعريفا محددا للسعادة لواجهنا صعوبات عديدة تتعلق بداية بتعدد التعريفات التي وضعها المفكرون على مر تاريخ الفكر الإنساني مرورا بتباين المعنى طبقا للحالة التي تعتري شخصاً ما في مكان ما وفي زمان ما.
ما أعنيه بالنقطة الثانية أن السعادة بالنسبة لفرد يعيش في مكة في القرن الخامس الميلادي لا تحمل ذات المفهوم الذي تحمله السعادة بالنسبة لفرد يعيش في العراق في القرن العاشر الميلادي.
كل فرد منهما يحمل تصورا مبنيّاً على المؤثرات الدينية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة به.
اختلافنا في مفهوم السعادة لن يعوق اتفاقنا حولها بمعنى أنّه أيّا كانت السعادة فهي غير قابلة للدوام.
إلا أن الأزمة لا تكمن في هذه الحقيقة بل في حقيقة كون الكائن الانساني يرفض هذه الحقيقة ويسعى الى ديمومة السعادة ومن هنا جاءت فكرة العالم الآخر الذي لا تعاسة فيه.
وأقول بأن هذه الفكرة تجهض معنى السعادة أساسا إذ أن السعادة لم تكن ليُشعر بها لولا انقطاعها بفعل التعاسة أو حلولها محل التعاسة والا لما كان لها أثر إيجابي في النفس.
وعليه نرى ٱن السعادة أمر يجب السعي الدائم لبلوغه مع تفهّم إمكانية فقده من أجل سعي جديد وهكذا هي مغامرة الحياة.