أشادت السفيرة الفلسطينية في أوتاوا بتصويت كندا في الأمم المتحدة لصالح وقفٍ لإطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، وحثت الحكومةَ الكندية على القيام بدور المحفِّز للجهود الدولية من أجل تطبيق الحلّ القائم على أساس الدولتيْن.
’’وضعت إسرائيلُ كندا في موقف لا يمكنها فيه تبرير الوضع الفظيع على الأرض‘‘، قالت رئيسة المفوضية الفلسطينية العامة لدى كندا، منى أبو عمارة، في مقابلة صحفية أمس.
لا يمكنك تبرير وجود الجثث في الشوارع التي تأكلها الكلاب الضالة. لا يمكنك تبرير وجود أولئك الذين هم تحت الأنقاض ولا يستطيع أحباؤهم حتى الوصول إليهم.
نقلا عن مُنى أبو عمارة، رئيسة المفوضية الفلسطينية العامة لدى كندا
وكانت كندا من ضمن 153 دولة صوتت يوم الثلاثاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار غير ملزم يدعو إلى ’’وقف إطلاق نار فوري لأسباب إنسانية‘‘ بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بناءً على اقتراح تقدّمت به 21 دولة عربية.
وشكّل هذا التصويت خروجاً عن سياسة كندا القائمة منذ فترة طويلة على الوقوف إلى جانب إسرائيل في عمليات التصويت الرئيسية في الأمم المتحدة.
وقالت حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا إنها شعرت بأنها مضطرة للتصويت لصالح الاقتراح بسبب الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والحاجة إلى التركيز على سلام مستدام من شأنه أن يسمح في نهاية المطاف بإقامة دولة فلسطينية.
من جهته، قال سفير إسرائيل لدى أوتاوا، إيدو معيد، إنّ تصويت كندا في الأمم المتحدة يرقى إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى إسرائيل لمحاولتها التخلص من التهديد المتمثّل بشنّ المزيد من الهجمات عليها من قبل حماس التي تعهدت بإبادة إسرائيل. وحماس مُدرَجة على قائمة المنظمات الإرهابية في كندا.
’’حماس مسؤولة عن هذا الوضع المروّع‘‘، قال السفير الإسرائيلي يوم الأربعاء، ’’نحن مجبَرون على القتال، لأننا إذا لم نقاتل فسوف نُقتَل‘‘. وأضاف معيد أنّ بلاده تفعل كل ما في وسعها للحدّ من سقوط الضحايا في صفوف الفلسطينيين.
لكنّ السفيرة الفلسطينية جادلت أمس بأنّ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يتسبب بدوامة العنف ومن ضمنها هجوم حماس على جنوب إسرائيل قبل أكثر من شهريْن.
يُذكر أنّ الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس بدأت بهجوم شنته الحركة الإسلاموية الفلسطينية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل قرابة 1.200 شخص، معظمهم من المدنيين. واختطف المهاجمون حوالي 240 شخصاً آخرين أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة.
وردّاً على هذا الهجوم، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس المسيطرة على قطاع غزة، فحاصرت القطاع الفلسطيني بشكل كامل وقصفته بشدة قلّ نظيرها وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب لغاية يوم أمس بمقتل 18.787 شخصاً فيه، ثلثاهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
وقالت السفيرة الفلسطينية إنّ عدم إحراز تقدم على طريق حلّ الدولتيْن كان الرسالة الرئيسية التي حملها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى أوتاوا خلال زيارة قام بها نهاية الأسبوع الماضي من ضمن وفد من الدول الإسلامية.
وأضافت أبو عمارة أنّ رئيس الحكومة الكندية ووزيرة خارجيته ميلاني جولي أصغيا باهتمام لآراء وزير الخارجية الفلسطيني، وإنْ لم يتفقا معه على كافة النقاط المثارة.
’’على المستوى الشخصي، أدّى ذلك إلى تغيير لديّ بمقدار 180 درجة، على أمل أن نتمكن من الوصول إلى مكان ما مع كندا، وأن تكون كندا المحفّز لهذا التغيير‘‘، قالت السفيرة الفلسطينية.
وأضافت أبو عمارة أنه ينبغي لكندا الدفعُ من أجل وقفٍ لإطلاق النار على المدى القصير، وبذلُ كلّ ما في وسعها لإعادة حلّ الدولتين إلى مساره وتنفيذ الخطط التي اتفق عليها الجانبان، الإسرائيلي والفلسطيني، منذ عقود.
وترى السفيرة الفلسطينية أنّ بإمكان كندا ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية على إسرائيل ومحاولة تقديمها أمام المحاكم الدولية، مشيرةً إلى تعاطي كندا مع روسيا منذ الغزو العسكري الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا.
وأضافت أنّ على كندا أن تكون حريصة على التطبيق المتواصل للقوانين التي تحظر مبيعات الأسلحة إلى الدول التي تنتهك حقوق الإنسان.
كما شجّعت كندا على أن تحذو حذو معظم دول آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية في الاعتراف بفلسطين كدولة ودعم الجهود لكي تقوم الأمم المتحدة بالشيء نفسه.
وتعترف كندا حالياً بالأراضي الفلسطينية ككيان منفصل عن إسرائيل، ولكن ليس كدولة في حدّ ذاتها، ولا تعتبر المفوضية الفلسطينية العامة لديها سفارةً لدولة ذات سيادة.
وأضافت أبو عمارة أنّ بإمكان كندا أن ’’تلعب الدور الرئيسي‘‘ في جعل المجتمع الدولي يعمل من أجل حلّ الدولتين.
وشددت رئيسة المفوضية الفلسطينية العامة لدى كندا على أنّ لليهود الحقَّ في العيش بسلام، في كندا وفي إسرائيل. وقالت إنّ الأعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل تقوّض هذا السلام وإنّ العنف يدفع العديد من الفلسطينيين إلى دعم جماعات مسلحة.
نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية