اتهمت اليوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ كندا بالتصرف ’’بطريقة متعالية‘‘ بعد تبادل حاد بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو يدلّ على مدى تردّي العلاقات بين بلديهما.
ويأتي تصريح المتحدثة الرسمية الصينية غداة انتهاء قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية. والصين وكندا عضوان في المجموعة.
يُذكر أنه في اليوم الأخير من القمة لامَ الرئيس الصيني علناً رئيسَ الحكومة الكندية لتسريبه معلومات إلى وسائل الإعلام عن حديث خاص دار بينهما في اليوم السابق.
ووفقاً لما قاله مكتب رئيس الحكومة الكندية لوسائل الإعلام الكندية، استغل ترودو هذا الحديث مع شي ليعبّر له عن قلقه من التدخل الصيني في الانتخابات الكندية.
وفي تصريحها اليوم نفت المتحدثة الرسمية الصينية بشدة تدخل الصين في الشؤون الداخلية لأيّ دولة أُخرى، وأضافت أنّ كندا مسؤولة عن تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلديْن.
’’يجب على كندا اتخاذ إجراءات ملموسة لتهيئة الظروف لتحسين العلاقات الصينية الكندية‘‘، قالت ماو في مؤتمر صحفي يومي، مضيفةً أنّ الحديث أمس بين ترودو وشي كان ’’طبيعياً تماماً ولا ينبغي أن يُفسَّر على أنه انتقاد أو ملامة من الرئيس شي لأيٍّ كان‘‘.
وأضافت ماو أنه كان هناك نقص واضح في الاحترام من الجانب الكندي.
لا مشكلة إطلاقاً لدى الصين في إجراء حوار صريح مع الدول الأُخرى. لكننا نأمل أن يكون هذا الحوار الصريح مبنياً على المعاملة المتساوية والاحترام المتبادَل بدلاً من انتقاد الآخر بطريقة متعالية.
نقلا عن ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية
وانتقد الرئيس الصيني رئيسَ الحكومة الكندية في حديثه معه أمس أمام الكاميرات، آخذاً عليه كشفه لوسائل الإعلام مضمونَ الحديث الخاص الذي دار بينهما في اليوم السابق.
’’كلّ ما تحدثنا عنه تسرّب إلى وسائل الإعلام، هذا ليس مناسباً. لم يجرِ الحديث بهذه الطريقة. إن كان هناك صدق من جانبك‘‘، قال شي لترودو الذي تدخّل هنا للردّ.
’’في كندا، نؤمن بالحوار الحر والمفتوح والصريح وهذا ما سنواصل القيام به. سنواصل التطلع إلى العمل بشكل بنّاء معاً، لكن سيكون هناك أشياء لن نكون متفقين حولها،‘‘ ردّ ترودو.
’’لنقم أولاً بتهيئة الظروف لذلك‘‘، ختم شي قبل أن يصافح ترودو.
لكنّ ترجمان الرئيس الصيني لم يترجم كلّ ما قاله هذا الأخير. فوفقاً لترجمة من قبل وكالة الصحافة الكندية، قال شي أيضاً لترودو: ’’يجب أن نجري محادثات بطريقة محترمة، وإلّا فلن يمكن التنبؤ بالنتيجة‘‘.
وعلى الرغم من اتهامها كندا بالتصرف ’’بطريقة متعالية‘‘، قالت ماو إنه لا ينبغي اعتبار تصريحات الرئيس شي تهديدات.
’’كما ترون من الفيديو، أعتقد أنه من الطبيعي تماماً أن يجري رئيسا الدولتين حديثاً قصيراً خلال قمة مجموعة العشرين. قام الجانبان فقط بالإعلان عن موقفيْهما‘‘، قالت المتحدثة الرسمية الصينية.
وعندما سُئل لاحقاً، في مؤتمر صحفي، عن هذه المواجهة مع الرئيس الصيني، قال رئيس الحكومة الكندية ’’لن تكون كل محادثة دوماً سهلة، لكن من المهم للغاية أن نستمر في الدفاع عن الأشياء التي تهم الكنديين‘‘.
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي قالت، هي الأُخرى، إنها ناقشت، في قمة مجموعة العشرين، موضوع التدخل الصيني في الانتخابات الكندية مع نظيرها الصيني، وانغ يي.
وكانت جولي قد قالت الأسبوع الماضي إنّ الصين ’’قوة عالمية تخلّ بالنظام العالمي بشكل متزايد‘‘ ونبّهت الشركاتِ الكندية إلى ضرورة التفكير ملياً قبل تعميق علاقاتها مع الصين بسبب ’’مخاطر جيوسياسية مرتبطة بممارسة الأعمال التجارية مع هذا البلد‘‘.
يُذكر أنّ العلاقات بين الصين وكندا تدهورت بعد أن اعتقلت الصين مواطنيْن كندييْن، مايكل كوفريغ ومايكل سبافور، رداً على توقيف كندا سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو بناءً على طلب من القضاء الأميركي في كانون الأول (ديسمبر) 2018. وفي أيلول (سبتمبر) 2021 أطلق القضاء الكندي سراح مينغ وأطلقت الصين سراح كوفريغ وسبافور.
(نقلاً عن تقرير لأسوشيتد برس منشور على موقع راديو كندا، وعن تقرير على موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)