دعا الرئيس الأميركي المنصرف جو بايدن اليوم إلى عدم ’’إفساد علاقات‘‘ الولايات المتحدة مع جارتيْها، كندا والمكسيك.
وتوتّرت علاقات واشنطن بكلّ من أوتاوا ومكسيكو مع إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مساء الاثنين أنه في أول يوم له في منصبه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك.
’’أعتقد أنّ هذا الأمر يؤدي إلى نتائج عكسية‘‘، قال بايدن، مذكّراً بأنّ كندا والمكسيك دولتان ’’حليفتان‘‘ لبلاده وأنّ ’’آخر شيء يجب فعله هو البدء في تدمير هذه العلاقات‘‘.
وكان بايدن يردّ على أسئلة الصحفيين خلال توقفه في ثكنة إطفاء في جزيرة نانتوكيت على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة، وأعرب عن أمله في أن يقوم ترامب بـ’’إعادة النظر‘‘ في هذا الموضوع عندما يتسلّم منصبه في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وأثار استهداف ترامب لكندا والمكسيك، الدولتيْن اللتيْن وقّع معهما اتفاقية جديدة للتجارة الحرة خلال ولايته الرئاسية الأولى، مخاوفَ من حرب تجارية واسعة النطاق قادرة على الإضرار بنمو الاقتصاد العالمي.
وخلال حملته الانتخابية جعل ترامب من التعريفات الجمركية العمود الفقري لسياسته الاقتصادية، فوعد باستهداف كافة المنتجات الأجنبية التي تدخل الولايات المتحدة.
وهو يعتزم استخدام هذا السلاح كأداة تفاوض دبلوماسية، فوعد بإبقاء الرسوم الجمركية التي أعلن عنها يوم الاثنين ’’إلى أن تتوقف المخدرات، وخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين عن غزو بلادنا!‘‘.
لكن هذا رهان لا تزال نتائجه غير مؤكدة.
يوم أمس تحدث ترامب مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم على الهاتف، لكنّ مكالمتَهما أدّت إلى تفسيرات متباينة.
فترامب أكّد أنّ نظيرته المكسيكية وافقت على ’’وقف الهجرة‘‘ غير الشرعية نحو الولايات المتحدة، لكنّ شينباوم ناقضته، مذكّرةً بأنّ موقف المكسيك ’’ليس إغلاق الحدود‘‘.
’’يمكنني أن أؤكّد لكم (…) أننا لم نفكر قطّ في إغلاق الحدود، ولن نكون قادرين على القيام بذلك‘‘، قالت الرئيسة المكسيكية خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس.
وكانت الحكومة المكسيكية قد هدّدت بالردّ على زيادة الرسوم الجمركية الأميركية، في حال حصولها، بإجراءات انتقامية مماثلة. لكنّ الرئيسة شينباوم آثرت اليوم استخدام لهجة مطَمْئِنة.
’’لن تكون هناك حرب جمركية محتملة‘‘، قالت شينباوم، مؤكدة أنها تريد بناء حوار بنّاء مع إدارة ترامب المقبلة.
العلاقات مع الصين
وينوي ترامب أيضاً فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الواردة من الصين، حيث يتم تصنيع السلائف الكيميائية اللازمة لإنتاج الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قاتلة تودي بحياة آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة كل عام.
وقالت بكين اليوم إنّ هذا القرار ’’لن يحلّ‘‘ مشاكل الولايات المتحدة.
وردّاً على سؤال حول وضع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ذكّر بايدن اليوم بأنه ’’أقام خطاً مباشِراً بيني وبين الرئيس شي (جين بينغ)، وكذلك بين جيشينا‘‘.
’’أحد الأشياء الذي أعرفه بالتأكيد عن شي هو أنه لا يريد أن يرتكب أخطاء‘‘، قال بايدن، ’’أنا لا أقول إنه أفضل صديق لنا، لكنه يفهم ما هو على المحك‘‘.
قلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية،