أعلن بنك كندا (المصرف المركزي) اليوم رفع معدل الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس، من 3,75% إلى 4,25%.
’’لا يزال التضخم مرتفعاً ومنتشراً في جميع أنحاء العالم. نمو الاقتصاد العالمي يتباطأ، على الرغم من أنه يثبت أنه أكثر مرونة ممّا كان متوقعاً‘‘، قال بنك كندا في بيان شرح فيه قراره رفع سعر الفائدة.
ويقدّر بنك كندا أنّ ’’النموّ سيسجّل ركوداً حتى نهاية العام الحالي وخلال النصف الأول من عام 2023‘‘.
وبدأ بنك كندا برفع معدل الفائدة الأساسي في آذار (مارس) 2022، بعد نحو عاميْن ظلّ خلالهما هذا المؤشر المرجعي، الذي يمثّل سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف، ثابتاً عند مستوى 0,25%.
ففي 2 آذار (مارس) الفائت رفع بنك كندا سعر الفائدة بمقدار 0,25 نقطة مئوية إلى 0,50%، ثمّ في 13 نيسان (أبريل) بمقدار 0,50 نقطة مئوية، وفي 1 حزيران (يونيو) بمقدار 0,50 نقطة مئوية، وفي 13 تموز (يوليو) بمقدار نقطة مئوية كاملة، وفي 7 أيلول (سبتمبر) بمقدار 0,75 نقطة مئوية، وفي 26 تشرين الأول (أكتوبر) بمقدار 0,50 نقطة مئوية.
ويهدف المصرف المركزي من رفع سعر الفائدة إلى إعادة معدل التضخم السنوي إلى نطاق يتراوح بين 1% و3%.
وبعد أن بلغ معدل التضخم السنوي في كندا 8,1% في حزيران (يونيو) الفائت، أعلى مستوى له منذ كانون الثاني (يناير) 1983 عندما بلغ 8,2%، أخذ يتراجع تدريجياً ووصل إلى 6,9% في أيلول (سبتمبر) وظل عند هذا المستوى في الشهر التالي، تشرين الأول (أكتوبر).
ويبدو أنّ المصرف المركزي يعتقد أنّ مبادرته تسير على الطريق الصحيح.
’’على الرغم من أنّ صادرات السلع كانت قوية، هناك المزيد من الدلائل على أنّ تشديد السياسة النقدية يكبح الطلب المحلي: فقد خفت وتيرة الاستهلاك في الربع الثالث (من العام الحالي) ولا يزال النشاط في سوق الإسكان يتباطأ‘‘، كما جاء في تقرير بنك كندا اليوم.
وبينما ’’ظلّ التضخم ثابتاً عند 6,9% في تشرين الأول (أكتوبر)‘‘ و’’بقيت مقاييس التضخم الأساسي عند حوالي 5%‘‘، فإنّ ’’معدلات التغيير خلال ثلاثة أشهر قد تراجعت، وهذه إشارة مبكرة إلى أنّ الضغوط على الأسعار قد تكون في حالة تراجع‘‘.
وكان البنك المركزي قد فاجأ العديد من الخبراء عندما أعلن في 26 تشرين الأول (أكتوبر) عن زيادة معدل الفائدة الفائدة الأساسي 0,50 نقطة مئوية، ليبلغ 3,75%، بدلاً من زيادته 0,75 نقطة مئوية.
’’اليوم توقع الكثير من الناس ارتفاعاً (في معدل الفائدة الأساسي) بنسبة 0,75%، لكنّ البنك رفعه بنسبة 0,50%‘‘، قال الخبير الاقتصادي دانيال دنيس ذاك اليوم، مضيفاً ’’أعتقد أنّ البنك بدأ ينتبه لتأثير سياسته‘‘.
ومع ذلك، يدعو بنك كندا إلى توخي الحذر ويعتبر أنّ ’’التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية وأنّ توقعات التضخم القصيرة الأجل لا تزال مرتفعة‘‘.
ولا يتعهد البنك بالتوقف عن رفع معدل الأساسي قريباً. ’’في المستقبل، سيقوم مجلس الإدارة بتقييم ما إذا كان من الضروري زيادة معدل الفائدة الأساسي مجدداً لإعادة التوازن بين العرض والطلب وإعادة التضخم إلى الهدف. وسيواصل تحليلَ فعّاليةِ تشديد السياسة النقدية لكبح الطلب، وحلولِ مشكلات الإمداد، وردِّ فعل التضخم والتوقعاتِ بشأن التضخم‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)