للمرة الأولى منذ الهزيمة غير المتوقَّعة للحزب الليبرالي الكندي أمام حزب المحافظين الكندي في الانتخابات الفرعية في دائرة ’’تورونتو – سانت بولز‘‘ في كبرى مدن كندا مطلع الأسبوع الماضي، وافق رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو يوم أمس، على هامش الاحتفالات بيوم كندا الوطني، على التحدث علناً عن مستقبله السياسي.
وبينما يتصاعد الاستياء داخل الكتلة البرلمانية الليبرالية ويتزايد التشكيك في قيادة ترودو الحزبَ الليبرالي، أكّد رئيس الحكومة لراديو كندا و’’سي بي سي‘‘ أنه يعتزم البقاء زعيماً لحزبه وبالتالي رئيساً للحكومة حتى نهاية ولايته.
’’نعم، بالتأكيد‘‘، أجاب ترودو بصراحة على سؤال عمّا إذا كان ينوي البقاء في منصبه في مقابلة مع راديو كندا خلال توقفه في سانت جونز، عاصمة مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي، بمناسبة عيد كندا الوطني.
’’نواجه أوقاتاً صعبة، ولهذا السبب علينا أن نضاعف الجهود لنكون حاضرين من أجل الكنديين‘‘، قال ترودو، ’’سواءً كان الأمر يتعلق بالرعاية الصحية للأسنان أو بالتأمين الدوائي أو بدور الحضانة للأطفال أو بالاستثمار في القوات المسلحة أو ببناء اقتصاد أكثر اخضراراً… هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، والكثير من الفرص، وسنكون حاضرين من أجل كلّ ذلك‘‘.
والفوز غير المتوقَّع لمرشح المحافظين دون ستيوارت على المرشحة الليبرالية ليسلي تشيرش في 24 حزيران (يونيو) في دائرة ’’تورونتو – سانت بولز‘‘، المُمَثَّلةٌ بنائب ليبرالي بصورة متواصلة منذ الانتخابات العامة سنة 1993، أسفر عن ردود فعل قوية داخل الحزب الليبرالي وهزّ زعامة ترودو بشدة.
وأمام دعوات من داخل حزبه تطالبه بالاستقالة، سعى الزعيم الليبرالي إلى وضع الأمور في نصابها النسبي.
’’هناك دائماً الكثير من التفكير بعد هزيمة قاسية، لكن لا يزال هناك الكثير ممّا يتعيّن علينا القيام به‘‘، شدّد ترودو في مقابلة مع شبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية.
كتلة برلمانية منقسمة
النائب واين لونغ، الذي يمثّل إحدى دوائر مقاطعة نيو/نوفو برونزويك في مجلس العموم، كان أول عضو في الكتلة البرلمانية الليبرالية دعا علانية، يوم الجمعة، إلى تنحي ترودو من قيادة الحزب ورئاسة الحكومة.
’’من أجل مستقبل حزبنا ومن أجل مصلحة بلدنا، نحن بحاجة إلى قيادة جديدة وتوجه جديد‘‘، كتب لونغ، الذي يمثّل دائرة ’’سانت جون – روثساي‘‘، في رسالة بعثها بالبريد الإلكتروني إلى جميع نواب الحزب الليبرالي وحصلت شبكة ’’سي بي سي‘‘ على نسخة منها.