أثار رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو قضية التدخل الصيني في الانتخابات العامة الكندية قبل ثلاث سنوات في حديث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم على هامش جلسة عمل في قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، حسبما أفاد مكتب ترودو.
ودام هذا التبادل بين الزعيميْن، الذي لم يكن اجتماعاً ثنائياً رسمياً، حوالي عشر دقائق، لكن لم يُسمح لوسائل الإعلام بالاقتراب منهما.
وعُلم أنّ ترودو أعرب للرئيس الصيني عن مخاوف جدية من التدخل في الانتخابات العامة الكندية ما قبل الأخيرة التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2019.
وتناول الزعيمان أيضاً الحرب في أوكرانيا والأزمة المناخية واتفقا على أنه يجب إقامة ’’حوار مستمر‘‘ بين كندا والصين.
ويتعرض ترودو لضغوط في كندا على خلفية ما كُشف عن تدخل صيني في تلك الانتخابات.
وكانت شبكة ’’غلوبال نيوز‘‘ الإخبارية الكندية أوّل من كشف عن ذلك، إذ قالت إنّ 11 مرشحاً في تلك الانتخابات تلقوا تمويلاً من الحكومة الصينية.
وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، التي ترافق رئيس الحكومة في جولته الحالية، أعربت هي الأُخرى لنظيرها الصيني، وانغ يي، عن قلقها من التدخل الصيني في تلك الانتخابات.
لن نقبل أيّ شكل من أشكال التدخل الأجنبي في انتخاباتنا أو في نظامنا الديمقراطي أو بشكل عام في كندا.
نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية
’’لن نتسامح مع ذلك، وبالتالي سوف نضمن أنّ وكالات استخباراتنا وقوات الشرطة لدينا ستكون مشاركة واستباقية في هذه القضايا‘‘، أضافت جولي.
وكانت اللجنة الدائمة للإجراءات والشؤون التابعة لمجلس العموم في أوتاوا قد قالت أمس إنها ستستمع إلى اثنيْن من الوزراء على الأقل وإلى مسؤولي استخبارات وأعضاء في اللجنة المنظمة للانتخابات الكندية ومستشارين سابقين لرئيس الحكومة جوستان ترودو لتسليط الضوء على التقارير التي تفيد بأنّ الصين حاولت عدة مرّات التدخل في الانتخابات الفدرالية.
اتهامات بالتجسّس
ويأتي هذا اللقاء القصير اليوم بين رئيس الحكومة الكندية والرئيس الصيني غداة إعلان الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) إلقاءَها القبض على يوشينغ وانغ، وهو موظف سابق لدى ’’هيدرو كيبيك‘‘، شركة الكهرباء العامة في مقاطعة كيبيك، للاشتباه في حصوله على أسرار صناعية لكي ’’يفيد بها جمهورية الصين الشعبية، على حساب المصالح الاقتصادية لكندا‘‘.
وأوقفت الشرطة يوشينغ وانغ البالغ من العمر 35 عاماً، وهو من سكان مدينة كاندياك في جنوب كيبيك، بعد تحقيق بدأته في آب (أغسطس) الماضي عقب تلقيها شكوى من مديرية الأمن لدى ’’هيدرو كيبيك‘‘.
وأثارت هذه القضية اهتماماً كبيراً أمس في مجلس العموم. فتساءل النائب بيار بول هاس، من حزب المحافظين، ما إذا كانت عمليات التجسس في كندا لصالح دول أجنبية أوسع نطاقاً من ذلك.
’’هل هناك قضايا تجسّس أُخرى مستمرة؟‘‘، سأل هاس الذي يشكّل حزبُه المعارضة الرسمية في المجلس.
وزير الابتكار والعلوم والصناعة، فرانسوا فيليب شامبان، ردّ بأنّ الحكومة الليبرالية تتصدى لهذه المشكلة.
’’لقد أوقفتُ ثلاث صفقات من أجل، تحديداً، حماية الأمن القومي في البلاد‘‘، قال الوزير شامبان في إشارة إلى أمره ثلاث شركات صينية أوائل الشهر الحالي بالتخلي عن استثماراتها في شركات كندية تنشط في قطاع المعادن الحرجة.
وأكّد شامبان أنّ حكومة ترودو تتعاطى مع الأمن القومي لكندا ’’بجدية كبيرة‘‘، مضيفاً ’’سنعمل دائماً لمصلحة الكنديين‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)