وجّه رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو نداءً حاراً اليوم من أجل ’’هدنة إنسانية‘‘ في القتال الدائر بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في قطاع غزة، مطالباً بإنهاء أعمال العنف و’’العودة إلى مسار‘‘ الحل القائم على أساس الدولتيْن في الشرق الأوسط.
وأشار ترودو إلى أنّ يوم أمس صادف مرور شهر بالضبط على تجدد أعمال العنف عندما شنّ مقاتلو حماس، إنطلاقاً من قطاع غزة، هجمات ’’مروّعة‘‘ على المدنيين في جنوب إسرائيل.
’’منذ ذلك الحين، شهدنا كلّ يوم أعمال عنف وصور مروّعة لعائلات وكبار سن وأمهات وأطفال يُقتلون‘‘، قال ترودو للصحفيين قُبيْل بدء الاجتماع الأسبوعي لنواب حزبه الليبرالي.
والحرب الحالية هي الأكثر دموية حتى الآن بين إسرائيل وحماس.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنّ 1.400 إسرائيلي على الأقل قُتلوا حتى الآن، معظمهم من المدنيين الذين سقطوا في هجوم حماس المفاجئ في 7 تشرين الأول (أكتوبر). وبين القتلى المدنيين سبعة كنديين.
وأخذ المهاجمون معهم حوالي 240 شخصاً كرهائن إلى قطاع غزة، وأفرجت حماس عن أربع نساء منهم حتى الآن، لأسبابٍ إنسانية حسب قولها.
وردّت إسرائيل على هذا الهجوم بقصف عنيف متواصل على القطاع الفلسطيني، ولاحقاً بعمليات برية داخله آخذة في الاتساع، وأعلن جيشها أنه دخل مدينة غزة.
ومنذ ذاك التاريخ قُتل أكثر من 10.500 شخص، غالبيتهم من المدنيين وبينهم أكثر من 4.300 طفل، داخل القطاع حسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
’’نشاهد ذلك على شاشة التلفاز كلّ ليلة، ونراه على كافة وسائل التواصل الاجتماعي لدينا، والكنديون يتألمون ويصرخون مطالبين بضرورة وقف ذلك‘‘، قال ترودو.
لذا هناك حاجة إلى هدنة إنسانية، هدنة تستمر لفترة كافية لإعطاء جميع الرعايا الأجانب، بمن فيهم الكنديون، فرصة للهروب، وتسمح أيضاً بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة، أضاف ترودو.
وقال ترودو إنّ مثل هذا التوقف عن القتال يجب أن يحدث ’’بينما نبدأ العمل على تهدئة الوضع‘‘.
وأشار إلى أنّ القتال يجب أن يتوقف في قطاع غزة وأيضاً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وحيث يتزايد العنف هناك أيضاً.
وأضاف رئيس الحكومة الليبرالية أنّ العنف في الشرق الأوسط يزيد من صعوبة ’’العودة إلى المسار المؤدّي إلى حلّ الدولتيْن‘‘، مذكّراً بسياسة كندا التي تشجّع، على حدّ تعبير وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا، على ’’إنشاء دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل‘‘.
وجاء كلام ترودو اليوم في الوقت الذي كان فيه المزيد من الكنديين على قائمة الخروج من قطاع غزة، بعد أن تمكن أمس 75 كندياً ومقيماً كندياً دائماً وأفراد أسرهم من العبور من القطاع إلى مصر المجاورة عبر معبر رفح.
وقبل بدء خروج الكنديين من قطاع غزة أمس كانت وزارة الشؤون العالمية قد أدرجت أسماء 451 شخصاً على قائمة الكنديين في الضفة الغربية والقطاع، وأكّدت أنها على تواصل مع 596 كندياً ومقيماً كندياً دائماً في القطاع الفلسطيني المحاصَر.
واليوم أصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، ومن ضمنهم وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، من العاصمة اليابانية طوكيو بياناً طالبوا فيه ’’جميع الأطراف‘‘ بالسماح ’’بالدعم الإنساني دون عوائق‘‘ إلى قطاع غزة، من الإمدادات الطبية إلى المياه والأغذية.
أحزاب المعارضة
وعقب تصريحات رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا، دعا زعيم الكتلة الكيبيكية، إيف فرانسوا بلانشيه، إلى وقفٍ لإطلاق النار في الصراع الدائر حالياً بين إسرائيل وحماس. والكتلة تدعم استقلال مقاطعة كيبيك وهي ثانية أحزاب المعارضة في مجلس العموم.
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، جاغميت سينغ، جدّد مطالبته بوقفٍ لإطلاق النار وحثّ حكومة ترودو على المطالبة بوقف للقتال أكثر ديمومة.
ومن جانب حزب المحافظين، حزب المعارضة الرسمية في المجلس، حثّ النائب مارتي مورانتز حكومة ترودو على المطالبة بشكل ’’لا لبس فيها‘‘ بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية