أعلن رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم من كييف أنّ كندا ستقدّم 25 عربة مدرعة خفيفة وأعتدة أُخرى لأوكرانيا وستضع بتصرفها 5 مليارات دولار من الأصول الروسية المصادَرة.
وجاء كلام رئيس الحكومة الليبرالية اليوم خلال قمة في العاصمة الأوكرانية حول السلام والأمن بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للغزو العسكري الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط (فبراير) 2022 ولا يزال متواصلاً.
ويشارك في القمّة إلى جانب ترودو عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ورافق ترودو إلى كييف كلّ من وزير الدفاع الوطني بيل بلير ورئيسة هيئة أركان الدفاع في القوات المسلحة الكندية الجنرال جيني كارينيان.
وتحلّ الذكرى هذه السنة فيما سياسات الولايات المتحدة بشأن روسيا وأوكرانيا تشهد تحولاً كبيراً لصالح موسكو مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن قبل شهر.
لكن بعد مرور ثلاث سنوات على بدء القتال، لا تزال الرغبة قوية لدى الكثيرين في أن تتمكن أوكرانيا من إنهاء الحرب بشروطها وبوحدة أراضيها.
’’هذا ليس، بأيّ شكل من الأشكال، صراعاً أرادته أوكرانيا أو تسببت به أو طلبت حدوثه‘‘، قال ترودو خلال القمة.
هذه حرب بدأت لسبب واحد فقط: رغبة روسيا في محو التاريخ الأوكراني وتوسيع إمبراطوريتها.نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وبالإضافة إلى العربات المدرعة الخفيفة، وهي كندية الصنع من طراز ’’لاف 3‘‘ (LAV III)، وعد ترودو بتزويد القوات الأوكرانية بمركبتيْن مدرّعتيْن للدعم القتالي، وسيتمّ تدريب الجنود الأوكرانيين ’’قريباً‘‘ في ألمانيا على استخدامهما.
وستقدّم كندا أيضاً أربعة أجهزة محاكاة طيران لمقاتلات ’’أف – 16‘‘ (F-16)، تضاف إلى أنظمة لهذه الطائرات سلّمتها مؤخراً إلى أوكرانيا.
وقال ترودو إنّ كندا ستقدّم أيضاً لأوكرانيا إعانة لمساعدتها في حماية أمنها الطاقي، فروسيا تهاجم باستمرار شبكة الكهرباء الأوكرانية.
وتشكّل الـ5 مليارات دولار الدفعة الأولى من عائدات الأصول الروسية المجمَّدة، بعد سنوات من وعود أوتاوا بمصادرة الأصول المرتبطة بالحكومة الروسية وأوليغارشيتها.
ومارست كندا ضغوطاً على حلفائها الأوروبيين لكي يصادروا الأموال الروسية المودعة في حسابات أوروبية مجمدة، أو على الأقل الفوائدَ المتراكمة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
ولم يتطرق ترودو في الكلمة التي ألقاها إلى مسألة انضمامٍ محتمَل لأوكراينا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) الذي دعا اليه قادة آخرون في القمة. إلّا أنه جدّد التأكيد على ضرورة أن تلعب كييف دوراً مباشراً في المفاوضات المتعلقة بنهاية محتملة للحرب.
لا يمكننا العودة إلى زمن تَكتب فيه القوة القوانين. علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتمكين أوكرانيا من تأمين سلام عادل ودائم، سلام لا يمكن تحقيقه دون جلوس الأوكرانيين إلى طاولة المفاوضات.نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
من جانبهم، أعرب القادة الأوروبيون عن استيائهم من المحادثات بين واشنطن وموسكو التي استُبعِدت منها كييف.
وقال ترودو إنّ كندا ستواصل تدريب القوات الأوكرانية حتى لا يُسمح لروسيا بإنهاء النظام العالمي الذي ضمَن سيادة العديد من الدول لعقود من الزمن.
’’بمجرد تحقيق السلام العادل، ستكون كندا مستعدة للعمل مع شركائها في العالم أجمع لتزويد أوكرانيا بالأمن الذي تحتاج إليه لضمان استمرار السلام، ما يسمح لها بالتعافي وإعادة البناء والازدهار‘‘، أضاف ترودو.
ولا يستبعد ترودو إمكانية نشر قوات كندية في أوكرانيا لضمان احترام معاهدة سلام محتملة.
وهذه الزيارة الرابعة لترودو إلى أوكرانيا منذ عام 2022، ومن شبه المؤكد أنها الزيارة الأخيرة له في الحقبة الحالية كرئيس للحكومة الكندية، ففي 9 آذار (مارس) من المقرر أن ينتخب الحزب الليبرالي الكندي زعيماً جديداً خلفاً له يُصبح أيضاً رئيساً للحكومة الكندية لحين إجراء انتخابات فدرالية عامة.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية،