قال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو إنه يتعاطف مع زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، لكنه، كما قال، لم يعد يفهم موقف هذا الحزب (يساري التوجه) بشأن التغير المناخي بعد أن بدا أنّ سينغ يتردد في دعم حكومته في موضوع ضريبة الكربون على المستهلك. ’’أشعر بالتعاطف مع الحزب الديمقراطي الجديد ومع جاغميت‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة فون في مقاطعة أونتاريو، ’’هذه لحظة صعبة، هناك رياح سياسية معاكسة‘‘.’’هناك الكثير من الضغوط السياسية. أنا بالتأكيد أشعر بها، ويجب أن يكون الجميع يشعرون بها، الأشخاصُ الذين يشعرون بالقلق بشأن القدرة على تحمل التكاليف، والذين يشعرون بالقلق بشأن التغير المناخي‘‘، قال ترودو.وكان سينغ قد قال أمس في المؤتمر السنوي لـ’’معهد برودبنت‘‘ للأبحاث السياسية في أوتاوا إنّ حزبه سيطرح سياسة مناخية لا تقسّم الكنديين، متهماً ترودو باستخدام أزمة المناخ كإسفين سياسي.’’لا يمكن تحقيق ذلك من خلال السماح للأُسر العاملة بتحمل تكلفة التغير المناخي بينما يحقق كبار الملوِّثين المزيد والمزيد من الأرباح‘‘، قال سينغ أمس، ’’سنخسر جميعاً إذا جعلنا الكنديين يختارون بين حياة ميسورة التكلفة ومكافحة أزمة المناخ‘‘.وبعد الخطاب قال سينغ للصحفيين إنه لا يريد أن يقع عبء مكافحة التغير المناخي على عاتق العمال، لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك يعني أنه يريد التخلص من ضريبة الكربون على المستهلك.واليوم ألمح ترودو إلى أنّ حجج حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية، ضد ضريبة الكربون على المستهلك ’’تلقى صدىً لدى الحزب الديمقراطي الجديد‘‘.’’لا أفهم تماماً موقف الحزب الديمقراطي الجديد في الانسحاب من تدابير القدرة على تحمل التكاليف ومن مكافحة التغير المناخي، لكن يمكنني أن أؤكد للجميع أنّ هذه الحكومة، حكومتي، ستواصل تكثيف مكافحة التغير المناخي‘‘، قال ترودو، ’’وسنواصل وضع المزيد من المال في جيوب العائلات‘‘.وكان ترودو يشير إلى خصومات ضريبة الكربون عندما عندما قال إنّ الحزب الديمقراطي الجديد انسحب من ’’تدابير القدرة على تحمل التكاليف‘‘.وتصرّ الحكومة الليبرالية على أنّ ثمانٍ من أصل كلّ عشر عائلات في المقاطعات التي تُطبَّق فيها ضريبة الكربون الفدرالية تتلقى أموالاً في شكل استرداد ضريبي من الحكومة الفدرالية تفوق ما تكون قد دفعته بموجب الضريبة على الكربون.ومعلقاً على كلام سينغ، كتب زعيم المحافظين بيار بواليافر أمس على منصات التواصل الاجتماعي أنّ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد ’’يقفز من السفينة‘‘ في ما يتعلق بضريبة الكربون.’’قبل ثلاثة أسابيع، صوّت جاغميت سينغ مع شريكه الائتلافي جوستان ترودو على زيادة ضريبته المكلفة على الكربون. إنه يحاول يائساً الهروب من سجله الخاص‘‘، كتب بواليافر، ’’لكننا (…) لن نسمح له بمحاولة خداع الكنديين‘‘. وكانت حكومة ترودو قد نجت من اقتراح بحجب الثقة عنها بشأن ضريبة الكربون في آذار (مارس) الفائت بفضل دعم حزب الكتلة الكيبيكية والحزب الديمقراطي الجديد، وهما على التوالي ثاني وثالث أحزاب المعارضة.وفي الانتخابات العامة الثلاثة الأخيرة تضمّن برنامج الحزب الديمقراطي الجديد تسعيراً للكربون.وارتفعت ضريبة الكربون الفدرالية إلى 80 دولاراً للطن المتري في الأول من نيسان (أبريل) الجاري. وتعني هذه الزيادة أنّ من يملك سيارة يدفع 3,3 سنتات إضافية عن كلّ ليتر بنزين.يُذكر أنّ الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد أبرما اتفاقاً في آذار (مارس) 2022 يضمن لحكومة ترودو، وهي حكومة أقلية، البقاء في السلطة حتى عام 2025، أي حتى نهاية ولايتها، من خلال الدعم الممنهج لنواب الديمقراطي الجديد لها في عمليات التصويت المصيرية في مجلس العموم، ومن ضمنها التصويت على الميزانية.لكن لقاء الدعم الذي تعهّد الديمقراطيون الجدد بتقديمه لحكومة ترودو، التزم الليبراليون، بموجب الاتفاق، بتحقيق سلسلة من الأمور، كإطلاق نظام شامل للرعاية الدوائية ونظام خدمات طب أسنان للكنديين من ذوي الدخل المحدود واعتماد تدابير لتيسير حصول الكنديين على سكن.(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘،