أعلن الكرملين اليوم الأربعاء أنه سيتم إغلاق مكتب هيئة الإذاعة الكندية في موسكو وإلغاء تأشيرات واعتماد صحفييها.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال الإحاطة الأسبوعية مع الصحفيين، أنها ’’إجراءات انتقامية تم اتخاذها ردًا على تصرفات كندا منذ بداية الحرب في أوكرانيا‘‘.
وأضافت أن حكومة جوستان ترودو اتخذت توجهاً معادياً للروس بشكل علني، مشيرة إلى أن هيئة الإذاعة الكندية ’’أصبحت البوق الذي يرّوج للدعاية المناهضة لروسيا‘‘.
كذلك نددت الناطقة باسم الخارجية الروسية بدعم أوتاوا لكييف قبل وبعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط / فبراير الماضي.
وغرّدت زاخاروفا على تويتر (نافذة جديدة) مشيرة إلى قرار أوتاوا حظر بث القناة الإخبارية الروسية آر تي RT باللغتين الإنجليزية والفرنسية على أراضيها.
جوستان ترودو: قرار غير مقبول
في أوتاوا، غرّد رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو على حسابه على تويتر منتقداً بشدة ’’قرار طرد وسائل الإعلام الكندية من موسكو‘‘، واصفاً بأنه ’’قرار غير مقبول‘‘.
يحاول بوتين منعهم من نقل الحقائق وهذا غير مقبول. يجب أن يكون الصحفيون قادرين على العمل بأمان من دون رقابة أو ترهيب أو تدخل. ستتمسك كندا دائمًا بهذا المبدأ.
نقلا عن رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو على تويتر
وربطت السفارة الروسية في العاصمة الكندية من جهتها، في رسالة إلكترونية بعثت بها إلى القسم الإنجليزي لهيئة الإذاعة الكندية، إغلاق مكتب هيئة الإذاعة الكندية في موسكو بمصير هاتين القناتين.
هذا ولم تعلّق حتى لحظة كتابة هذا الخبر إدارة البث الإذاعي الكندي على قرار إغلاق مكتبها في موسكو.
كما رفضت أيضا التعليق على القرار مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في موسكو تمارا التريسكو، الموجودة حاليًا في مونتريال بعد فترات عملها الأخيرة في جورجيا ورومانيا و ترانسنيستريا التي تقع بين مولدوفا وأوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة البث الإذاعي الكندي كانت علّقت أنشطتها في روسيا في 4 آذار / مارس الماضي، بعد اعتماد قانون يفرض عقوبات شديدة بالسجن وغرامات كبيرة على كل من ينشر معلومات تعتبر غير صحيحة عن الجيش الروسي.
ثم قالت المؤسسة الإعلامية العامة (نافذة جديدة) إنها ’’تريد توضيح نطاق هذا القانون الجديد‘‘ من أجل ضمان سلامة الصحفيين والموظفين المنضوين تحت لوائها المتمركزين في موسكو.
وحذت عدة مؤسسات إعلامية غربية حذو هيئة الإذاعة الكندية، لكن بعضها، بما في ذلك قناة بي بي سي البريطانية وشبكة CNN الأمريكية، استأنفت نشاطها في روسيا منذ ذلك الحين.
القرار الذي صدر عن وزارة الخارجية الروسية يشكل سابقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تُحظّر منذ ذلك التاريخ أي وسيلة إعلامية غربية في موسكو.
لكن في بداية شهر فبراير وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت موسكو بإغلاق مكاتب القناة الألمانية دويتشه فيله، وهو قرار اتخذ أيضًا انتقاما لحظر بث قنوات RT في ألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية الحرب في أوكرانيا، شجب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ووزرائه بلا كلل الغزو الروسي غير القانوني ودعوا إلى تبني عقوبات صارمة ضد موسكو.
تبنت الحكومة الكندية عقوبات ضد أكثر من 1000 شخص أو كيان مرتبط بالكرملين وتدعو الآن إلى بيع الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا.