يقدّم المركز المينونايتي للقادمين الجدد في إدمونتون (Edmonton Mennonite Centre for Newcomers) في غرب كندا خدمات للاجئين والقادمين الجدد من مجتمع الميم تأتي نسبة كبيرة منهم من العالم العربي. وننشر هذا التقرير اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية الجنسية.
وفي لقاء مع راديو كندا الدولي في مقرّ المنظمة التي يعمل بها في عاصمة مقاطعة ألبرتا ، يقول باسل أبو حمرة، مسؤول توطين اللاجئين من مجتمع الميم في المركز المينونايتي للقادمين الجدد في إدمونتون إنّ ’’المنظمة أنشأت برنامج قوس قزح للاجئين يدعم القادمين الجدد من مجتمع الميم.‘‘
ويقدّم المركز الدعم لهؤلاء في مجال الهجرة والتوطين والاستقرار.
وفي مجال الهجرة (اللجوء)، يقول باسل أبو حمرة : ’’قبل استحداث برنامج قوس قزح، كان يتم قبول 50-60٪ فقط من طلبات اللجوء الخاصة بمجتمع الميم. وفي عام 2021، تم قبول ما يقرب من 97٪ من طلبات اللجوء الخاصة بمجتمع الميم في إدمونتون.‘‘
ويوضح باسل أبوحمرة، وهو سوري من مجمتع الميم لجأ إلى كندا في نهاية 2015، أنّه ’’عندما نساعد اللاجئ أو القادم الجديد على إيجاد عمل فإنّنا نختار شركات تحترم حقوق المثليين ولها سمعة جيّدة وما إذا كان لها سياسة خاصة بالتنوع وإدماج المثليين.‘‘
ويقدّم المركز أيضا خدمات البحث عن السكن الآمن للقادمين الجدد واللاجئين من مجتمع الميم.
ويتحقّق المشرفون على البرنامج من اختيار سكن يكون صاحبه وجيرانه ممن يحترمون حقوق المثليين.
وفي حالة توجيه المستفيدين من خدمات المركز إلى مؤسسات أخرى تقدّم لهم خدمات غير متوفّرة في المركز المينونايتي يحرص باسل أبو حمرة على ربطهم بأشخاص لهم دراية بخصوصيات المثليين.
في سنة 2017، تمّ تأسيس مجموعة تضامن مكوّنة من لاجئين وقادمين جدد عرب من مجتمع الميم تسمح بالالتقاء وتنظيم نشاطات اجتماعية بين أفرادها.
ولا تقتصر خدمات المركز، كما يقول باسل أبوحمرة، على ذلك ، بل يستفيد اللاجئون من دروس تعرّفهم بحقوقهم وكيف يدافعون عنها.
ويتمّ ذلك عن طريق ورشات ’’نتحدّث فيها عن القادمين الجدد واللاجئين من مجتمع الميم وعن خصوصية هذا المجتمع‘‘، كما أضاف.
ويقول هذا الأخير إنّ اللاجئين من مجتمع الميم يحتاجون أيضا إلى مساعدة في الصحة النفسية خاصة وأنّ معظمهم يكونون قد تعرّضوا للعنف وتكون عندهم إصابات جسدية وحتى نفسية.
وعن مجتمع الميم داخل الجالية العربية في إدمونتون، يقول باسل أبوحمرة إنّ ’’أفراده يعانون كثيرا لأنهم يخفون هويتهم ما يتسبب في معاناة نفسية تتحوّل إلى أمراض نفسية. وقد وصل ذلك ببعضهم إلى الانتحار.‘‘
ودون تقديم إحصائيات أكّد أنّ نسبة الانتحار عند الشباب من مجتمع الميم العربي في إدمونتون مرتفعة.
وصل اللاجئ السوري محمّد إلى كندا في عام 2021، كما أوضح في اللقاء الذي جمعة مع راديو كندا الدولي في المركز المينونايتي للقادمين الجدد في إدمونتون.
وفضّل عدم ذكر اسمه كاملا وعدم نشر صورته حفاظا على خصوصيته لأسباب شخصية.
وقبل لجوئه إلى كندا، أمضى سبع سنوات كلاجئ مع عائلته في تركيا. ’’غادرنا سوريا مع بداية الحرب’’، كما قال محمّد.
واستطاع الخروج من تركيا بعد أن كان قد سجّل نفسه على أنّه ’’مثلي’’ في مصالح الهجرة واللجوء في تركيا ’’دون علم أهلي‘‘، كما أضاف الشاب البالغ من العمر 24 سنة.
يقول إنّه اكتشف أنّه مثلي في عام 2018. حينها أراد مغادرة المدينة التي كان يقيم فيها مع عائلته في تركيا. لكنّ وضعه القانوني كلاجئ لم يكن يسمح له بالتنقل الحرّ بين المدن التركية.
وعندما اتصل بالإدارة التركية، طلب منه الموظفون الإفصاح عن سبب عزمه على المغادرة. حينها، اضطرّ إلى الإفصاح عن هويته الجنسية وقال لهم : ’’لا أستطيع البقاء مع عائلتي لأني مثلي.‘‘
انتقل بعدها إلى مدينة أنقرة حيث اتصلت به جمعية تدافع عن حقوق اللاجئين من مجتمع الميم. ساعدته الجمعية على إيجاد سكن وعلى الاستقرار في هذه المدينة.
وقامت الجمعية أيضا برفع ملفّه إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لترحيله إلى بلد آمن له. وتسببت جائحة كوفيد-19 في تأخير معالجة ملفه.
ولم يكن يعلم أنّ وجهته هي كندا.
وفي 2021، علم أنّ ملفّه قُبل من طرف كندا. ’’حينها قبلت كندا مجموعة كبيرة من اللاجئين من مجتمع الميم‘‘ـ كما يتذكّر.
وكانت وجهته فيكتوريا، عاصمة مقاطعة بريتيش كولومبيا. واستقلّ محمّد ثلاث طائرات للوصول إلى هذه المدينة. كانت الرحلة الأولى من تركيا إلى ألمانيا، فثانية إلى تورونتو، وثالثة إلى فانكوفر