أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن مقتل أربعة محتجزين إسرائيليين آخرين في غزة، مبيناً أن “ملابسات وفاتهم لا تزال قيد التحقيق”. وقال، في بيان، إنّ “المختطفين عميرام كوبر ويورام ميتسجر وحاييم بيري ونداف بوبلويل توفوا في الأسر لدى حماس وجثثهم محتجزة في غزة”، مضيفاً أن الأربعة جرى تصويرهم أحياء في مقاطع فيديو نشرتها سابقاً “كتائب القسام” الذراع العسكرية لحركة حماس.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، وفق ما أوردته وكالة رويترز أن “الجيش سيكون قادراً على ضمان أمن إسرائيل في أي هدنة في غزة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن تقرره الحكومة”. وأضاف في رسالة فيديو منفصلة “نقدر أن أربعتهم قتلوا أثناء وجودهم معاً في منطقة خانيونس (جنوب القطاع) خلال عمليتنا هناك ضد حماس”.
وقالت كتائب القسام، في فيديو، الشهر الماضي، إنّ بوبلويل الذي كان محتجزاً في غزة منذ تنفيذها عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توفي متأثراً بجروح أصيب بها في الغارات الجوية الإسرائيلية. ونشرت “القسام” في ديسمبر/ كانون الأول مقطع فيديو يظهر الثلاثة الآخرين أحياء.
عائلات المحتجزين الإسرائيليين التي تطالب منذ بدء الحرب على غزة بإبرام صفقة للإفراج عنهم تفاعلت بسرعة مع ما أعلنه جيش الاحتلال، وقالت في بيان: “إن الحسرة لهذا الخبر المؤلم يجب أن تهز كل مواطن في دولة إسرائيل، وتجعل كل زعيم يفكر بعمق. حاييم، يورام، عميرام ونداف اختطفوا أحياء، وكان بعضهم مع مختطفين آخرين عادوا في الصفقة السابقة، وكان عليهم أن يعودوا أحياء إلى بلدهم وعائلاتهم”. وأضافت “على حكومة إسرائيل أن ترسل هذا المساء وفداً مفاوضاً، وتعيد جميع المختطفين الـ124 إلى منازلهم، فمقتلهم في الأسر علامة مشينة من التأخير في الصفقات السابقة، نطالب الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على الصفقة فوراً”.
بدوره، قال زعيم المعارضة يئير لابيد: “قلبي ينفطر من أنباء مقتل نداف بوبلويل ويورام ميتسجر وعميرام كوبر وحاييم بيري. كل يوم يمر يعرض حياة إخواننا وأخواتنا في أنفاق حماس للخطر. يجب أن نتوصل إلى اتفاق، ويمكن التوصل إلى الأغلبية اللازمة في الكنيست”.
وبخصوص ذلك، قال البيت الأبيض، اليوم الاثنين، إنّ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس الأميركي، جو بايدن، لصفقة في قطاع غزّة تتضمن إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين، وانسحاباً إسرائيلياً من المراكز السكانية في القطاع. وأضاف البيت الأبيض، وفقاً لـ”رويترز”: “إذا وافقت (حركة) حماس على مقترح غزة، وبدأنا المرحلة الأولى فسيجري إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن، وستنسحب إسرائيل من المراكز السكانية”.
القسام تخاطب أهالي المحتجزين الإسرائيليين: جيشكم سيعيدهم أمواتاً
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 24 مايو/ أيار الماضي، استعادة جثث ثلاثة محتجزين إسرائيليين كانت في جباليا شمالي قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما يرفع عدد الجثث التي استعادها منذ بدء الحرب على غزة حتى اليوم إلى 19 جثة. وسبّب القصف الإسرائيلي مقتل عدد من المحتجزين، كما قُتل آخرون خلال البحث عنهم.
وفي أكثر من حادثة، أدت محاولات تحرير محتجزين إسرائيليين أو جثث إلى إصابة جنود. وخلال “طوفان الأقصى” المباغتة التي نفذتها المقاومة على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، أسرت فصائل المقاومة نحو 239 شخصاً، هم اليوم في قلب المفاوضات لصفقة قد تقود إلى وضع حد للعدوان الإسرائيلي على غزة.
العربي الجديد