كشف جهاز شرطة بلدية مونتريال (Service de police de la vlle de Montréal – SPVM) أنّ الحريق الذي نشب في أحد المباني التراثية في الحي القديم بمونتريال في مارس/آثار الماضي كان نتيجة عمل إجرامي.
وأدّى الحريق إلى مقتل سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و76 سنة وجرح تسعة آخرين. ويُعتبر هذا الحادث أسوأ حريق من g
وفي ندوة صحفية نظّمها جهاز الشرطة في بداية الأسبوع الجاري، قال المفتش دافيد شين، مسؤول الاتصالات والمتحدث باسم جهاز شرطة بلدية مونتريال إنّه بإمكان ’’وحدة الحرائق والمتفجرات في جهاز الشرطة أن تستبعد السبب العرضي للحريق. ونحن نتحدث الآن عن تحقيق جنائي.‘‘
ووفقاً له، وجد المحققون آثاراً لمادة مسرّعة للحرائق في مكان اندلاع الحريق.
حدّد محققونا المنطقة التي بدأ فيها الحريق، ويمكنني أن أؤكد أنه تم العثور على آثار مُسرِّع، وهذا ما يفسّر ربما سرعة انتشار الحريق، بالإضافة إلى البنية التراثية للمبنى.
نقلا عن المفتش دافيد شين، مسؤول الاتصالات والمتحدث باسم جهاز شرطة بلدية مونتريال
ورفض هذا الأخير إعطاء المزيد من التفاصيل، سواء عن نوع المادة المُسرِّعة أو مكان العثور عليها أو وجود مشتبه به أم لا.
وعندما اندلع الحريق، كان 22 شخصاً داخل المبنى. ونجا ستة منهم وأصيب تسعة بجروح.
والضحايا السبعة هم شارلي لاكروا، 18 عاماً، ووليد بلكحلة، 18 عاماً أيضاً، وآن وو، ودانيا ظفر، وسانيا خان، جميعهن في سنّ 31 عاماً، ونيثان سيرز، 35 عاماً، وكامي ماهو، 76 عاماً.
ولا تستبعد الشرطة إمكانية توجيه تهم الإهمال الجنائي لصاحب المبنى.
و قال مفتش الشرطة إنّ ’’الاحتمالات عديدة إذا وضع السبب العرضي جانبا. في الشق الإجرامي، هناك كل أنواع الجرائم المحتملة التي ربما تم ارتكابها وكل شيء وارد.‘‘
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة لابريس (La Presse)، في أبريل/نيسان الماضي، أن مصالح مراقبة البنايات سبق لها وأن أصدرت ضدّه على مرّ السنين عدة إخطارات بانتهاكات مثل إمكانية الوصول إلى بعض سلالم الطوارئ، وغياب الأبواب المضادة للنيران وكاشفات الدخان.
ويقول رابح بلكحلة، أب وليد بلكحلة، أحد ضحايا الحريق، إن ’’الإهمال واضح في هذه الحالة.‘‘
وبالنسبة له، تبقى عدة أسئلة بلا إجابة، حتى لو أكدت الشرطة أن سبب الحريق عمل إجرامي : من الذي أشعل النارولماذا ؟ ولماذا هذا المكان وليس مكان آخر؟ كم هو عدد مصادر الحريق ؟ إذا كان هناك العديد منها، فيعني ذلك أن الفاعل كان يريد الانتقام أو كانت لديه رغبة في تدمير المبنى بأكمله.
ورغم أن الحريق إجرامي، إلا أن رابح بلكحلة يرى أن مسؤولية صاحبه في وفاة نجله والضحايا الآخرين تظل قائمة.
مسؤولية صاحب المبنى قائمة. لم يكن هناك منافذ ولا كاشفات دخان ولا رشاشات للحريق لأنه مبنى شبه تجاري. لا أعرف كل القوانين، لكن إذا لم يتمكن من وضع الرشاشات، كان بإمكانه وضع أجهزة كشف الدخان على الأقل. لم يقم بعمله.
نقلا عن رابح بلكحلة والد أحد الضحايا
ورفع هذا الأخير مع عائلات لضحايا آخرين دعوى مدنية أمام القضاء.
وقال السيد بلكحلة إنّ ابنه وليد ’’اتصل قبل وفاته بمصلحة الطوارئ 911 للإبلاغ عن وجود حريق في الغرفة أو الشقة. وقال لهم إنه لا يستطيع الخروج لأنه لا توجد نافذة ولا يستطيع فتح الباب.‘‘
وأضاف أنّ ابنه ’’لم يكن نائماً عندما توفي لأنه تحدث عبر الهاتف مع عون مصلحة الطوارئ 911 لمدة 10 دقائق قبل أن تنقطع المكالمة.‘‘
وبالنسبة له، فهذا دليل على وجود خلل في منافذ الطوارئ وثغرات أمنية في المبنى.
كما أعرب عن استغرابه وأسفه لعدم مقابلة صاحب المبنى لعائلات الضحايا ’’أو على الأقل الاتصال بها‘‘، كما قال.
ويرى رابح بلكحلة أنّ ’’هذا دليل على أن لديه شيئا ما يريد إخفاءه. وبدلاً من التعاطف مع العائلات، اتخذ موقفاً دفاعياً مباشراً.‘‘
ويرى ألكسندر بيرجيفان، المحامي الذي يمثل إميل حاييم بن عمور، صاحب المبنى المحترق وصاحب أماكن إقامة أخرى في المدينة، أن وسائل الاعلام ألقت بمسؤولية اندلاع الحريق على موكله.
’’واليوم نعلم أن السبب مختلف: إنّه حريق متعمد ارتكبه شخص لا علاقة له بمكوّلي‘‘، كما قال.
وتدعو الشرطة أي شخص يعتقد أن لديه معلومات مفيدة للتحقيق أن يبلغها.
لا توجد معلومات صغيرة . أي معلومة تعتبر مهمة ويمكن أن تجعل التحقيق يتقدّم.
نقلا عن المفتش دافيد شين، مسؤول الاتصالات والمتحدث باسم جهاز شرطة بلدية مونتريال
من موقع راديو كندا