يختتم حزب المحافظين بقيادة بيير بواليفر عام 2024 بتحقيق تقدم قياسي طويل الأمد في استطلاعات الرأي، حيث يتفوق بفارق 26 نقطة على الليبراليين وسط تصاعد الدعوات لاستقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وبحسب أحدث استطلاع لـ Nanos، يحظى حزب المحافظين الفيدرالي بدعم 47% من الناخبين، مقارنة بـ21% فقط للحزب الليبرالي، بينما حصل الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاغميت سينغ على نسبة 17% من الدعم.
من جانبه، قال نيك نانوس، كبير علماء البيانات في Nanos للأبحاث: “ما يعنيه هذا هو أن الفائز الأكبر في عام 2025 سيكون بيير بواليفر وحزب المحافظين، والخاسران الأكبران هما جاستن ترودو وجاغميت سينغ، لأن نسب الدعم لهما ولأحزابهما انخفضت مع نهاية 2024”.
كما يأتي هذا في وقت يترقب فيه الكنديون رد ترودو على الدعوات المتزايدة لاستقالته أو الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في 2025.
وشهد خريف 2024 اضطرابات كبيرة داخل الحزب الليبرالي، خاصة بعد الاستقالة المفاجئة لكريستيا فريلاند، وأعلن سينغ استعداد حزبه لسحب دعمه لحكومة الأقلية الليبرالية في العام الجديد، فيما يدفع بواليفر لإجراء تصويت بحجب الثقة بمجرد استئناف البرلمان.
وخلال فترة العطلات، جاءت دعوات من الكتلتين البرلمانية في أونتاريو والأطلسي تطالب ترودو بالاستقالة، ويبدو الآن أن كتلة كيبيك تتبنى نفس الموقف، واعتبر نيك نانوس أن هذه الاضطرابات داخل الحزب الليبرالي تؤثر “بالتأكيد” على موقف الكنديين.
وبحسب الاستطلاع، يُعتبر بواليفر الخيار المفضل لرئاسة الوزراء لدى 40% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع، يليه ترودو بنسبة 17.4%، ثم سينغ بنسبة 13.9%. بينما أعرب 18% من الناخبين عن عدم تأكدهم من تفضيلهم.
وفيما يتعلق بإمكانية استعادة الليبراليين مكانتهم في الانتخابات المقبلة، قال نانوس إنه يمكنهم تحسين أدائهم، لكن “التغلب على المحافظين يمثل تحديا مختلفا تماما”.
وأضاف: “سيحتاج الليبراليون إلى وقوع خطأ كبير من جانب بواليفر والمحافظين، لأن الانتخابات الآن هي لخسارتهم، وليست لكسبها، والليبراليون يواجهون معركة ليست فقط داخلية، بل معركة مع عامل الوقت والتغيير”.
كما أظهر الاستطلاع أن الاقتصاد والوظائف ستكون قضايا رئيسية لجميع الأحزاب في عام 2025، حيث زادت نسبة القلق بين الكنديين حول هذه القضايا بشكل كبير في الشهر الماضي لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أربع سنوات.
وقال نانوس: “الكنديون يريدون سماع مواقف قادة الأحزاب الفيدرالية حول الازدهار الاقتصادي، وكيف ستُخلق الوظائف، في ظل سياق دولي يتضمن عودة دونالد ترامب كرئيس منتخب، والذي سيتولى منصبه في 20 يناير، وما قد يترتب على ذلك من سياسات تجارية ورسوم جمركية”.
وأضاف: “الكنديون يريدون إجابات واضحة حول كيفية إدارة العلاقة مع ترامب وما هي استراتيجيتنا كدولة لتعزيز الاقتصاد وخلق وظائف جديدة”.
مهاجر