تسبب تغيير شركة غوغل الأمريكية في تصنيف خرائط مدينتي سبته ومليلية في شمال إفريقيا والخاضعتين لسيادة مدريد غضبا واسعا في إسبانيا.
هذا الغضب جاء بعد تصنيف غوغل للمدينتين كمناطق متنازع عليها برسم حدودها بخطوط متقطعة.
وتقع المدينتان تحت السيادة الإسبانية منذ عدة قرون، في حين يواصل المغرب مطالبه بعودتهما لسيادته، أما الأمم المتحدة فلا تصنفهما ضمن المناطق المتنازع عليها.
وراسلت سلطات سبتة ومليلية مديرة شركة غوغل في إسبانيا بغية “إعادة النظر في الخط الفاصل الذي ترسمه في المدن المتمتعة بالحكم الذاتي والمطابقة لتلك التي ترسمها في الصحراء الغربية”، في جنوب المغرب.
وتقول السلطات في المدينتين إن “حدود المغرب مع سبتة ومليلية” ليست محل نزاع في التشريعات الدولية، مشددة على أنها بـ”وضوح أراضي إسبانية متمتعة بالحكم الذاتي في ظل المملكة الاسبانية”.
وأكدت على أن “غوغل” وعلى الرغم من افتقاره التأثير القانوني في انقسامات العالم، إلا أنه يلعب دورا مهما في نشر الثقافة والمعرفة.
وتقع مدينة سبتة على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق، وتبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا، وتعداد سكانها نحو 77 ألف نسمة.
أما مليلية تقع في شرق المغرب، قرب الحدود الجزائرية، قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا. وتزيد مساحتها على 12 كيلومترا مربعا، وتعداد سكانها قرابة 70 ألف نسمة.
وقصة سقوط المدينتين بيد الإسبان بدأ مع ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، ليحتل البرتغاليون سبتة عام 1415، ثم سقطت مليلية عام 1497، وظلت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي حتى عام 1580 عندما قامت إسبانيا بضم مملكة البرتغال.
ومنذ ذلك الوقت لاتزال سبتة ومليلية تخضع للنفوذ الإسباني، رغم وجودهما أقصى الشمال المغربي، وتقول الرباط إن المدينتين محتلتين من إسبانيا.
أيضا فإن المملكة المغربية ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 تطالب الرباط إسبانيا، باستعادة المدينتين وبعض الجزر الصغيرة قبالة الساحل الأفريقي.