أثار اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في غارة جوية إسرائيلية يوم الجمعة، موجة من ردود الفعل الدولية التي تنوعت بين الإشادة والإدانة، مع دعوات واسعة لضبط النفس والتحذير من تداعيات كارثية قد تهدد استقرار المنطقة.
الولايات المتحدة: اغتيال نصر الله تحقيق للعدالة
وصفت واشنطن مقتل نصر الله بأنه “إجراء يحقق العدالة“، حيث أشار الرئيس جو بايدن في بيان رسمي يوم السبت إلى أن الولايات المتحدة “تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران”. وأضاف بايدن أن اغتيال نصر الله هو “تحقيق للعدالة لضحاياه العديدين، بمن فيهم المدنيون الأميركيون والإسرائيليون واللبنانيون”.
في السياق ذاته، وصفت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الأمين العام لحزب الله بـ”الإرهابي”، مضيفة أن يديه “ملطختان بدماء أميركية”، في حين أكدت الإدارة الأميركية على مواصلة جهودها للتوسط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
روسيا وإيران: إدانة شديدة وتحذيرات من تصعيد شامل
على الجانب الآخر، دانت موسكو بشدة الاغتيال، حيث حملت إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن العواقب المأساوية التي قد تنتج عن هذا التصعيد. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك “محاولات لاستفزاز إيران والولايات المتحدة، وجر المنطقة إلى حرب شاملة”.
من جهتها، أكدت إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، أن مقتل نصر الله لن يؤثر على نهج الحزب، حيث قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن “نهج المقاومة مستمر وسيحقق تحرير القدس”. كما صرحت وزارة الخارجية الإيرانية بأن اغتيال نصر الله سيكون له تداعيات خطيرة على إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا الهجوم “سيقرب زوال إسرائيل”.
دعوات دولية للتهدئة وضبط النفس
في أوروبا، وصف رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه الوضع في لبنان بأنه “غاية في الخطورة”، داعياً إلى حماية الفرنسيين في البلاد. كما أجرى وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، محادثات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، حيث دعا إلى وقف الضربات الإسرائيلية ورفض أي عملية برية قد تشنها إسرائيل في لبنان.
وفي بريطانيا، دعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى وقف إطلاق النار الفوري، مؤكداً في تصريح على منصة “إكس” أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
أما في كندا، فقد ناشد رئيس الوزراء جاستن ترودو المجتمع الدولي بالتحلي بالهدوء وضبط النفس خلال هذه الفترة الحرجة. وقال ترودو في بيان رسمي إن نصر الله كان “قائد منظمة إرهابية تسببت في معاناة هائلة”.
الأمم المتحدة: دعوة للابتعاد عن الهاوية
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد في لبنان، محذراً من أن “دورة العنف الحالية يجب أن تتوقف الآن”. ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب الانزلاق نحو صراع واسع.
حداد في دول عدة
أعلنت إيران الحداد على نصر الله لمدة خمسة أيام، فيما اعتبر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف أن اغتيال نصر الله سيؤدي إلى “زوال إسرائيل”. كما أعلن العراق الحداد لمدة ثلاثة أيام، ودعت الحكومة العراقية إلى وحدة الصف لمواجهة تداعيات التصعيد الإسرائيلي.
وفي لبنان، عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً برئاسة نجيب ميقاتي لدى عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد.
تضامن فلسطيني مع حزب الله
قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعازيه لحزب الله والشعب اللبناني، مندداً بـ”العدوان الإسرائيلي الغاشم” ومعبراً عن تضامنه مع الضحايا المدنيين.
الصين تحث على التهدئة
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية الصينية عن معارضتها لأي انتهاك لسيادة لبنان، ودعت إسرائيل إلى التهدئة الفورية. وأكدت بكين في بيان أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى “خروج الوضع عن السيطرة”.
هلا كندا