أفادت منظمات كندية عن زيادة كبيرة في طلبات الهجرة إلى كندا منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. في شكل خاص من أشخاص يقولون إنهم يتعرضون للاضطهاد بسبب توجههم الجنسي وهويتهم الجنسية والتعبير عنها وعن خصائصهم الجنسية.
يقول شخص يرغب بالهجرة إلى كندا: ’’أنا متحول جنسيا، وعامل يملك الكفاءة. أبحث بجد عن عمل وأفكر في التسجيل في المدرسة إذا لزم الأمر من أجل الوصول إلى الهجرة الآمنة لي ولشريكي‘‘.
ويقول شخص آخر: ’’أنا امرأة متحولة جنسياً أعمل لحسابي الخاص. في الوقت الحالي، لا يوجد إجراء لجوء للأشخاص المتحولين جنسياً، ولكنني أشعر بالقلق بشأن المستقبل‘‘.
’’أنا وولدي البالغان نرغب في الهجرة إلى كندا من الولايات المتحدة حيث لم نعد نشعر بالأمان هناك. ابني الأصغر، الذي ولد في عام 2001، ينتمي إلى مجتمع مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيا المعروف بمجتمع الميم (LGBTQ).
هذه الرسائل وغيرها قرأها في الأشهر الأخيرة أحد كبار مستشاري الهجرة في كندا ديفيد لوبلان.
لقد تم إغلاق البريد الإلكتروني لشركة ’’Ferreira-Wells Immigration Services Inc‘‘ منذ انتخاب الرئيس الجمهوري في الولايات المتحدة. ويتلقى المكتب حوالي مائة طلب للحصول على معلومات كل شهر حول الإجراء الذي يجب اتباعه لطلب اللجوء في كندا للأشخاص الذين ينتمون إلى مجتمع الميم.
ومنذ أداء الرئيس ترامب القسم الدستورية، فإن أغلبية هؤلاء الأشخاص الذين يستفسرون هم من الأشخاص المتحولين جنسياً، كما يقول ديفيد لوبلان.
من جهتها تقول المنظمة الكندية غير الربحية ’’Rainbow Railroad‘‘ بأن ما يقرب من 1200 أميركي من مجتمع الميم اتصلوا بها في يوم واحد، السادس من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي. وهذا رقم قياسي مطلق، إذ قول المنظمة بأنها ’’لم تتلق مطلقًا مثل هذا العدد من الطلبات في يوم واحد، من أي بلد‘‘.
وتعتبر هذه الزيادة جزءا من اتجاه مثير للقلق، وفقا للمنظمة، التي سجلت أكثر من 1800 طلب مساعدة من الولايات المتحدة منذ بداية السنة الحالية، بزيادة قدرها 1100% مقارنة بالشهرين الأولين من عام 2024.
يقول ديفيد لوبلان، الذي عمل كمستشار هجرة للأشخاص المثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا لأكثر من 25 عاما، ’’إن فرص حصول أي أميركي يتعرض للاضطهاد بسبب هويته الجنسية أو توجهه الجنسي على اللجوء في كندا تكاد تكون معدومة‘‘.
وأضاف بأن معيار إمكانية الهروب والنزوح داخل الولايات المتحدة سوف ينطبق في مثل هذه الحالات.
على سبيل المثال، إذا كانوا في أوكلاهوما ويمكنهم الذهاب إلى كاليفورنيا أو نيويورك بأمان، فإن الحكومة الكندية ستقول إن هناك أماكن آمنة داخل الولايات المتحدة.
تقول كيلي إيمست، مديرة البرامج في ’’مركز كالغاري للوافدين الجدد‘‘: ’’هؤلاء الأشخاص الذين لا يشعرون بالارتياح مع حكومتهم الحالية والسياسات التي يتم تنفيذها، وضعهم فظيع من وجهة نظري الشخصية، ولكن الجواب والحل لهذه المشكلة لا يتلخص في التقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ في كندا‘‘.
’’أنا وزوجي بدأنا نشعر بالخوف على حياتنا وسلامتنا‘‘، هو مقتطف من الرسائل التي تلقاها مركز كالغاري من زوجين مثليين.
تقول إيمست ’’ إن الحل الأفضل لهؤلاء هو التقدم بطلب للحصول على برنامج ’’الدخول السريع‘‘ (Express Entry) الذي يمنح وضع الإقامة الدائمة لبعض العمال المهرة في مجالات محددة.