سافر رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى لندن صباح اليوم للمشاركة في القمة حول أوكرانيا والأمن الأوروبي.
ولم تكن هذه الرحلة مقررة لترودو، وهو الضيف الوحيد غير الأوروبي في هذه القمة التي دعا إليها رئيسُ الحكومة البريطانية كير ستارمر والهادفة إلى إعادة التأكيد على دعم كييف بوجه موسكو بعد ثلاث سنوات على بدء الغزو العسكري الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا وتهيئة الظروف لسلام دائم في أوكرانيا.
وتأخذ القمة، التي تنعقد غداً بعد أن تمّ الإعلان عنها في وقت سابق من الأسبوع، منحىً جديداً بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كان له لقاء عاصف بعد ظهر أمس في البيت الأبيض.
واتسم هذا اللقاء بمشادات كلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جاي دي فانس من جهة وضيفهما الرئيس الأوكراني من جهة أُخرى.
واتّهم ترامب وفانس زيلينسكي بأنه لا يقوم بما يلزم لإنهاء الحرب مع روسيا وأنه لا يبدي الامتنان الكافي للولايات المتحدة التي ساعدت بلاده أكثر ممّا فعلته أيّ دولة أُخرى، فيما كان الرئيس الأوكراني يطالبهما بضمانات أمنية تردع روسيا عن الهجوم مجدداً على بلاده.
وفي منشور وضعه أمس على منصات التواصل الاجتماعي تعليقاً على ذاك اللقاء العاصف، قال ترودو إنّ كندا ’’ستواصل دعم أوكرانيا والأوكرانيين في سعيهم لتحقيق سلام عادل ودائم‘‘.
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي قالت إنّ هناك احتمالاً كبيراً بأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا مرة أُخرى إذا لم يتضمّن اتفاق سلام بين الدولتيْن ضمانات أمنية.
’’نعتقد أنّ الأوكرانيين يقاتلون من أجل حرياتهم، ولكن أيضاً من أجل حرياتنا، ونحن نعلم أنّ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ليس لديه خطوط حمراء‘‘، قالت جولي للصحفيين في فانكوفر بعد ظهر أمس.
’’إذا لم نتوصل إلى اتفاق جيد لأوكرانيا، وإذا لم ندعم أوكرانيا، فهناك خطر حقيقي بأن يقوم الرئيس بوتين بإعادة تسليح روسيا وأن يغزو أوكرانيا مجدداً‘‘، أضافت جولي.
وحذّرت جولي من أنّ أمراً كهذا لا يشكّل تهديداً لأمن أوكرانيا فحسب بل أيضاً لأمن منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘).
مواقف أحزاب المعارضة
وتعليقاً على اللقاء العاصف في البيت الأبيض أمس، كرّر زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (NDP / NPD) جاغميت سينغ دعوته للحكومة الفدرالية لكي تمنع الرئيس الأميركي من القدوم إلى كندا للمشاركة في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية منتصف حزيران (يونيو) المقبل. وتنعقد القمة في منتجع كناناسكيس الجبلي في مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد.
”يجسّد الرئيس زيلينسكي الشجاعة في عصرنا. هكذا نقف في وجه دونالد ترامب الذي لا مكان له في قمة مجموعة السبع المقبلة في كندا‘‘، كتب زعيم الحزب الكندي المعارض اليساري التوجه.
زعيم حزب الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه أعرب هو أيضاً عن سخطه من الطريقة التي عومِل بها الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض.
’’نحن نقف بشكل لا لبس فيه إلى جانب أوكرانيا وفولوديمير زيلينسكي‘‘، كتب بلانشيه في منشور على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل.
من جهته، لم يعلّق زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر على اللقاء العاصف في البيت الأبيض. لكنّ متحدثاً باسم الحزب، الذي يشكّل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، أشار، عندما طُلب منه التعليق على التوتر بين زيلينسكي وإدارة ترامب، إلى منشور لبواليافر في وقت سابق من هذا الأسبوع يدعم أوكرانيا، وأضاف أنّ ’’المحافظين يدعمون أوكرانيا فيما تواصل الدفاع عن نفسها ضد الغزو غير القانوني لفلاديمير بوتين‘‘.