مع اقتراب الأول من شباط (فبراير)، الموعد المحتمل لفرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية عقابية على السلع الكندية، تقول رئيسة حكومة مقاطعة ألبرتا دانييل سميث إنها متمسكة بنهجها الدبلوماسي في السعي لجعل واشنطن تتخلى عن فكرة فرض هذه الرسوم.
وقالت سميث أمس من واشنطن في مؤتمر صحفي افتراضي، عبر الإنترنت، إنّه سيتعيّن على ألبرتا أن ’’تنتظر لترى‘‘ ما ستكون عليه الرسوم الجمركية قبل تحديد الرد عليها.
’’لا أعتقد أنّ هناك فائدة كبيرة من محاولة التفاوض حول هذا الأمر علناً من خلال وسائل الإعلام‘‘، قالت سميث التي تزور العاصمة الأميركية لإجراء محادثات مع المسؤولين والمشرعين الأميركيين.
وأضافت سميث أنّ ترامب شخص لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقوم به. ’’لا نعرف متى ستأتي (هذه الرسوم)‘‘، قالت رئيسة حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في كبرى مقاطعات البراري الكندية وأغناها.
وكان ترامب قد قال في وقت متأخر من يوم الإثنين، بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة، إنه يفكّر في فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية والمكسيكية ابتداءً من الأول من شباط (فبراير) المقبل.
وهو كان قد قال قبل نحو شهريْن إنّه سيفرض هذه الرسوم الجمركية في أول يوم له في منصبه، ما لم تعمل كندا والمكسيك على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
لكن بدلاً من ذلك، وقّع ترامب يوم الإثنين أمراً تنفيذياً طلب فيه من الوكالات الفدرالية دراسة قضايا تجارية، بما في ذلك ممارسات تجارية ونقدية مزعومة ’’غير عادلة‘‘ من قِبل كندا والمكسيك والصين.
وقالت سميث إنّ كندا يجب أن تمتنع عن توجيه تهديدات انتقامية، مجادلةً بأنها لا تعتقد أنّ الرئيس الجمهوري العائد إلى البيت الأبيض ’’يستجيب بشكل جيد‘‘ لتهديدات من هذا النوع وأيضاً لأنه ’’متحمس‘‘ بشأن الرسوم الجمركية كمصدر إيرادات.
وأضافت أنها ترى في تأجيل موعد فرض الرسوم الجمركية على السلع الكندية فرصة لمواصلة
كندا تقديم الحجج المناهضة لهذه الرسوم بصورة ودية.
ومع دعم ترامب الصريح لإنتاج النفط، قالت سميث إنّ شركات خطوط الأنابيب ’’تقوم بإزالة الغبار عن خطط قديمة‘‘ قد تكون وُضعت على الرف خلال ولاية الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
وزارت سميث ترامب في مقرّ إقامته في ولاية فلوريدا قبل أسبوع ونيّف من مراسم تنصيبه رئيساً لتبحث معه موضوع التجارة الحرة عبر الحدود. وهي في واشنطن هذا الأسبوع للترويج لتصدير الطاقة عبر الحدود في لقاءاتها مع عدد من المسؤولين والمشرّعين الأميركيين.
وشقت سميث صفوف مجلس الفدرالية، المكوّن من رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية، برفضها الحديث عن تهديدات انتقامية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مضادة على صادرات ألبرتا من النفط والغاز إلى الولايات المتحدة.
وتعرّض نهج سميث هذا لانتقادات مفادها أنه يقوّض موقف كندا التفاوضي في وقت تحتاج فيه كندا إلى اتّباع نهج أكثر تصادميةً لمواجهة تهديد وجودي لسيادتها.
وألبرتا في غرب كندا هي أغنى مقاطعات البلاد بالنفط وشكّل إنتاجها منه عام 2023 حوالي 84% من إجمالي الإنتاج الكندي.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية،