فيما المطالبات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي ترفع حدة التوتر، أطلق زعماء دول جنوب شرق آسيا شراكة استراتيجية جديدة مع كندا التي يعتبرونها مرساة للسلام في منطقة المحيطيْن الهندي والهادي، كما يقول تقرير لراديو كندا.
وتُعتبر هذه الشراكة الاستراتيجية الجديدة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خطوة رمزية تعكس الحضور الكندي الموسَّع في منطقة الهندي والهادي.
’’آمل أن تتمكن كندا من أن تصبح مرساة للسلام والاستقرار في المنطقة، تحترم القانون الدولي وتشجع على المزيد من التعاون الملموس والشامل، وخاصة في منطقة الهندي والهادي‘‘، قال أمس الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في عاصمة بلاده، جاكرتا.
والتقى رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بقادة الـ’’آسيان‘‘ هذا الأسبوع على هامش القمة السنوية للرابطة.
’’نتشارك التزامات واضحة تجاه السلام والاستقرار، والانفتاح والشفافية، والتنمية والتعاون الاقتصادي، وكذلك تجاه فهم واقع مفاده أنّ القواعد الدولية ضرورية للنمو‘‘، قال ترودو في خطاب أمام قادة الـ’’آسيان‘‘.
وأضاف ترودو أنّ تحوّل كندا إلى أحد شركاء الـ’’آسيان‘‘ الاستراتيجيين هو دليل على التقدم المُحرَز باتجاه إبرام اتفاقية تجارة حرة بين كندا وهذه الكتلة المكونة من 10 دول.
يُشار إلى أنّ الصين، وهي ليست عضواً في الـ’’آسيان‘‘، أثارت قلق العديد من دول منطقة آسيا والمحيط الهادي بعد أن نشرت خريطة رسمية جديدة أظهرت فيها أنّ معظم بحر الصين الجنوبي، بالإضافة إلى أجزاء متنازَع عليها مع كل من الهند وروسيا، هي مناطق تابعة لها.
ومعظم الدول المعترضة على المطالب الإقليمية للصين في بحر الصين الجنوبي هي أعضاء في الـ’’آسيان‘‘.
وعقد رئيس الحكومة الكندية اجتماعاً مع كل من نظيره الفيتنامي فام مينه تشينه والماليزي أنور إبراهيم. وناقش القادة الثلاثة، في لقاءيْن منفصليْن، التزامهم بدعم النظام الدولي وجعل منطقة الهندي والهادي حرة ومفتوحة، وفقاً لمحضر صادر عن مكتب ترودو.
كما أعرب ترودو أمام قادة الـ’’آسيان‘‘ عن رغبة كندا بالانضمام إلى قمة شرق آسيا وإلى الاجتماع الموسّع لوزراء دفاع الـ’’آسيان‘‘، ما يعزز التعاون في مجال الأمن والدفاع من أجل السلام والاستقرار والتنمية.
كما نشرت كندا بياناً مشتركاً حول مكافحة انعدام الأمن الغذائي مع دول ’’آسيان‘‘ العشر.
ويعكس البيان التزام رئيس الحكومة الكندية بالاستثمار في البنى التحتية الخضراء ومرونة سلسلة التوريد، وخاصة الإمدادات الغذائية، في منطقة الهندي والهادي.
وبحسب تصريحات ترودو، تركز كندا بشكل أساسي على الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والمياه في هذه المنطقة.
ويشارك ترودو في قمة مجموعة الدول الـ20 التي تستضيفها الهند والتي تبدأ أعمالها يوم السبت.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)