في شوارع وميادين الدنمارك الرئيسية يلقي المارة نظرة على لافتات مميزة لفتاة مصرية تقف في ثبات ترتدي حجابا أنيقا يبرز هويتها.
تزيّن صورة هاجر البلتاجي التي تشارك في “أحلام عربية” بصحبة 11 شابا عربيا، شوارع وميادين الدنمارك وتكون شاهدة على أحد أهم المعارض المتنقلة التي تجوب المدارس والمكتبات والأماكن الثقافية والعامة، لتعريف المارة بدورها وما قدمته في مجال حماية التراث الثقافي في مصر.
وتقول الفتاة المصرية: “شعور رائع لا أستطيع وصفه، فكرة أن يتم اختياري للمشروع، ووضع صورتي في الشوارع الكبرى حلم، وحقيقة تفاجئت به، وأتمنى من الله أن أكون خير سفير لكل من دعمني وساندني على مدار السنوات الماضية”.
وتابعت هاجر في حديثها “المعرض أعطى لي دفعة كبيرة للأمام وأن أُكمل أحلامي، فهناك فترة تصاب فيها بالإحباط خاصة بعد أن تكون قد قمت بجهد كبير، ليكون المعرض الدفعة التي سأسعى من خلالها لطموح وحلم أكبر”.
يسعى (أحلام عربية) لعرض الصورة السليمة عن الشباب العربي المؤثر في مجتماعتهم، وتقريب الحوار والمسافات بين الدنمارك والعالم العربي، ومحاولة تقدير جهود هؤلاء الشباب الذين يعملون في مجالات مختلفة” هكذا قالت الباحثة في قسم الهندسة المعمارية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا التي تزين صورتها شوارع الدنمارك.
وأكدت: “على مدار السنوات الماضية قمت بتنفيذ جهود كبير في مجال حماية التراث، فنفذت بصحبة أصدقائي مشروع للنقل النهري، وقامت محافظة الدقهلية بتنفيذه فيما بعد لأنها مفيد للغاية، بجانب العمل على عدد آخر من مشاريع حفظ التراث كالخرائط الصوتية للمنصورة وغيرها”.
وتمتن هاجر لما قدمته من خلال رابطة تراث مصر: “عملت معهم في العديد من المشاريع من أبرزها (ناس وتراث) الذي كان يهدف لتوعية الجميع بالتراث وأهميته من خلال العديد من الأنشطة الفنية والثقافية، فالرابطة كانت تسعى لحماية التراث في عدد كبير من المدن المصرية”.
وأكملت المهندسة المعمارية: “رابطة تراث مصر كانت مدعومة بقوة من المبادرة الدنماركية المصرية للحوار، ليتم اختياري وترشيحي في عام 2020 من قبل مدير المشروعات الثقافية للمعهد المهندس محمد أبو تيرة، لكونه آمن بي وبدوري المؤثر في هذا المجال”.
وتخرجت الفتاة المصرية من كلية الهندسة جامعة المنصورة، وتخصصت في الجانب المعماري، وسعت من خلال دراستها لعمل مبادرات تهدف إلى حماية التراث الثقافي في مصر، حتى تم اختيارها في “أحلام عربية” الذي سيستمر حتى منتصف يوليو المقبل، بدعم من برنامج الشراكة الدنماركية العربية.
وأضافت “هاجر” في حديثها : “تواصلوا معي من الدنمارك بعد أن وقع عليّ الاختيار، وبعد عمل العديد من اللقاءات لمعرفة المزيد عني وعن أحلامي وما قمت به خلال السنوات الماضية، وبعدها كانت المكافأة بتواجدي واختياري واحدة من الشخصيات العربية الموجودة في أحلام عربية”.
وتمنت الباحثة في قسم الهندسة المعمارية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أن تقدم دوما العلم الذي يضيف للإنسان قائلة: “أسعى دوما لأن أقدّم علم يكون نافع للجميع، وأن أكون السبب في إفادة أشخاص آخرين. دائما أقوم بتذكير نفسي بالأهداف المستقبلية والسامية التي أرغب في تحقيقها، لكي أكون على الطريق السليم”.
وعن دعم الأهل أشارت “هاجر” في حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “ممتنة للغاية لوجودهم في حياتي، دائمًا كانوا بجواري داعمين لي في كافة التحديات التي كنت أمرّ بها، فقد سافرت بمفردي إلى القاهرة، ةعندما سافرت للمرة الأولى خارج مصر، وآمنوا بي وبأحلامي وطموحي الذي لا يتوقف”.
وأردفت: “عندما رأوا صورتي في شوارع الدنمارك وميادينها الكبرى كانوا سعداء للغاية، كانت الفرحة لا تسعهم، ورأيت في عيونهم جميعا ما سعيت لتحقيقه خلال السنوات الماضية، لتكون نظراتهم هي أهم إنجاز حققته، فأنا مؤمنة للغاية بأن الإنسان لا يقوم بذاته ولكنه يقوم ويكبر بجانب ما يحبهم ويحبونه”.
وحول المستقبل وما تسعى لتحقيقه خلال الفترة المقبلة أكدت “هاجر”: “سأناقش قريبا رسالة الماجستير الخاصة بي، ولدي مجموعة من الأبحاث التي عملت عليها خلال السنوات الأخيرة وسأقوم بنشرها لما تحتويه من جهد كبير، ومن بعدها سأسعى لدراسة الدكتوراه في الخارج والحصول على المنحة المناسبة”.
وأنهت المهندسة المعمارية حديثها قائلة: “رسمت منذ الصغر على شباك غرفتي في المنصورة طائرة وكتبت عليها جامعة كامبريدج، وحقيقة من بين أحلامي التواجد هناك والدراسة والتعلّم، وبمشيئة الله سأكون هناك قريباً فهي واحدة من أحلامي التي سأحققها”.