يُقبل الطلاب الأجانب بشكل متزايد على مطعم ’’ذي غاذرينغ بلايس‘‘ (’’مكان التجمّع‘‘ The Gathering Place) الخيري في مدينة نورث باي لتناول وجبة المساء. ويؤثر هذا الوضع على ميزانية هذه المؤسسة التي تُطعم المعوزين في هذه المدينة الواقعة في منطقة شمالي شرقي أونتاريو منذ حوالي 20 عاماً.
’’مقارنةً بالماضي، لاحظنا خلال الشهرين الماضيين زيادة حادة في عدد الطلاب الذين يأتون لتناول الطعام في مطعمنا الخيري‘‘، يقول المدير العام للمطعم الخيري، دينيس شيبا.
’’يأتي ما بين 20 و25 طالباً يومياً لتناول وجبة المساء‘‘، يضيف شيبا.
ويقول شيبا إنّ معظم هؤلاء الطلاب من الهنود، قبل أن يضيف بأنّ المطعم ’’استقبل أيضاً طلاباً من دول آسيوية أُخرى‘‘.
’’وبعض الذين يأتون إلى هنا يعرضون أيضاً التطوع معنا، وهذا أمر نحبه. وبهذه الطريقة نتعرف عليهم. يخبروننا بأنهم طلاب جدد في كندا ونورث باي‘‘، يضيف شيبا.
ولا يوزّع ’’ذي غاذرينغ بلايس‘‘ منتجات غذائية كما تفعل بنوك الغذاء، بل يقدّم وجبات طعام جاهزة. واضطر العاملون فيه إلى زيادة عدد الوجبات التي يعدّونها كلّ مساء.
ننفق ما بين 10 و12 دولاراً لإعداد وجبة غذاء جيدة.
نقلا عن دينيس شيبا، المدير العام لمطعم ’’ذي غاذرينغ بلايس‘‘ الخيري في نورث باي
وهذا يعني زيادة في نفقات المطعم الخيري.
’’في البداية كان من الصعب علينا بعض الشيء أن نضمن توفير ما يكفي من وجبات طعام للجميع. حالياً، نتحكّم بالأمور بشكل أفضل‘‘، يقول شيبا.
من جهته، يقول رئيس ’’اتحاد طلاب جامعة نيبيسينغ‘‘ (Nipissing University Student Union)، رايلي ماكنتي، إنّ بعض طلاب جامعته الكائنة في نورث باي يلجأون إلى بنوك الغذاء والمطاعم الشعبية للحصول على الطعام.
’’يجد العديد من هؤلاء الطلاب أنفسهم هنا بوجه إيجار سكني وسعر أغذية مرتفعيْن جداً، وهذا أمر لم يتم شرحه لهم بوضوح من قبل المسؤولين عن اختيار الطلاب قبل وصولهم إلى هنا‘‘، يقول ماكنتي.
ويشير ماكنتي إلى أنّ أكثر من 3.000 طالب استعانوا ببنك الغذاء في الجامعة عام 2023، مقارنةً بـ145 طالباً فقط عام 2019، أي أنّ عددهم تضاعف أكثر من 20 مرة في أربع سنوات.
على من تقع المسؤولية؟
لويزا فيرونيس بروفيسورة مشاركة في جامعة أوتاوا حيث ترأس كرسي الأبحاث حول الهجرة والمجتمعات المحلية الناطقة بالفرنسية في مقاطعة أونتاريو، وهي ترى أنّ هناك عوامل أُخرى تفسّر عدم قدرة بعض الطلاب الأجانب على إطعام أنفسهم بشكل صحيح.
يدفع هؤلاء الطلاب رسوماً دراسية باهظة ويواجهون وضعاً مالياً صعباً. علينا أيضاً أن نتذكر أنهم غالباً ما يأتون من بلدان نامية وأنّ تكلفة المعيشة هنا، بالنسبة لهم، تبلغ ضعف تكلفة المعيشة في بلادهم.
نقلا عن لويزا فيرونيس، باحثة في شؤون الهجرة في جامعة أوتاوا
وكثيرون من بين هؤلاء الطلاب الأجانب لم يكونوا يتوقعون أن تكون المعيشة في كندا باهظة الثمن إلى هذا الحد. ومعاناتُهم صعوباتٍ مالية تدفعهم إلى التردد على بنوك الغذاء، تقول فيرونيس.
ولكن ’’على من تقع المسؤولية تجاه هؤلاء الطلاب الدوليين؟‘‘، تتسائل فيرونس.
تشير فيرونيس إلى ظروف تجعلهم يتواجدون هنا، إلى واقع مفاده أنّ الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات ومؤسسات التعليم ما بعد الثانوي تريد أن يأتي هؤلاء الطلاب الأجانب إلى كندا.
وتعتقد الأستاذة الجامعية أنّ الطلاب الأجانب يمكن أن يكونوا كبش فداء في وضع معيشي عام صعب ’’هم غير مسؤولين عنه‘‘ وأن يعانوا بالتالي ’’مشاعر سلبية‘‘ و’’وصماً اجتماعياً‘‘ من قبل المجتمع الذي يواجه، هو أيضاً، تحديات غلاء المعيشة.
نقلاً عن موقع راديو كندا،