في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي، يبذل عدد كبير من الكنديين الأوكرانيين كل ما في وسعهم لمساعدة أقرانهم من الوافدين الجدد. لكن بعد عام على الحرب، يستمر توافد اللاجئين الأوكرانيين الذين يتم إجلاؤهم وتتصاعد في ظل ذلك وتيرة الضغوط. الأمر الذي دفع منظمة ’’المؤتمر الأوكراني‘‘ في ألبرتا إلى طلب المزيد من المساعدة.
في مثل هذه الأيام قبل عام، طلبت رئيسة هذه المنظمة اوريسيا بويتشوك من رب عملها الحصول على إجازة لبضعة أسابيع في بداية الغزو الروسي لبلدها الأم الحرب، وذلك لتنسيق الجهود لاستقبال الدفعات الأولى من اللاجئين على أراضي ألبرتا. بعد مرور عام، ما زالت بويتشوك غائبة عن العمل لأن مهامها ببساطة شديدةُ الصعوبة.
حاملة بيدها هاتفها الخليوي أينما تنقلت وبادية على وجهها ملامح التعب، تجول الكندية الأوكرانية في مستودع إدمونتون الضخم الذي تم تحويله إلى متجر اثاث مستعمل يتم توزيعه على الوافدين الجدد.
’’متعبة، مرهقة … شديد الايلام ما نعيشه منذ عام‘‘، تقول رئيسة المؤتمر الأوكراني في ألبرتا.
قائمة التحديات التي يواجهها اللاجئ الأوكراني في ألبرتا كثيرة، من السكن إلى التوظيف إلى الوصول إلى دورات تعلم اللغة الإنجليزية وارتفاع تكاليف المعيشة. ويجهد المؤتمر الأوكراني من أجل إيواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في أوكرانيا ووصلوا إلى المقاطعة.
توفر الحكومة الفيدرالية 25 غرفة فندقية في ادمونتون عاصمة ألبرتا و 75 غرفة أخرى في فنادق مدينة كالغاري، وكل هذه الغرف ممتلئة في كل الأوقات كما تقول بويتشوك.
تبذل منظمة ’’The Ukrainian Canadian Congress’’ جهدا هائلًا. وهناك نحو 75 عائلة تطلب المساعدة أسبوعيا في ادمونتون لتأثيث منزلها الأول . وتحتاج المنظمة إلى 35 متطوعًا لإدارة مستودع المفروشات فحسب، الذي يفتح أربعة أيام في الأسبوع.
تقول رئيسة المنظمة ’’بعد ستة أشهر من الحرب، شعرنا بالفعل أن العمل التطوعي بدأ ينفد. وبعد عام، يتراجع الدعم ويصبح العثور على متطوعين أمرا صعبا في بعض الأحيان.
في حين أن نهاية الحرب لا تزال بعيدة في الأفق، فهل ستكون كندا قادرة على الاستمرار في الترحيب بالمزيد من اللاجئين الأوكرانيين؟
لا تجرؤ أوريسيا بويتشوك على التحدث باسم المقاطعات الأخرى، لكنها ’’قلقة للغاية‘‘ بشأن وضعهم في ألبرتا.
لقد تم استنفاد كل ما لدينا من طاقات لضمان استقبال آمن لهم. […] نشعر أننا نعيش أزمة إنسانية في ألبرتا.
نقلا عن Orysia Boychuk، رئيسة المؤتمر الأوكراني في ألبرتا
يُمنح الأوكرانيون الفارون من الحرب تأشيرة زيارة إلى كندا لمدة ثلاث سنوات. لكن يمكنهم أيضًا التقدم للحصول على الإقامة الدائمة.
ويقدر المؤتمر الأوكراني في ألبرتا أن 90٪ ممن يصلون إلى المقاطعة سيبقون في كندا.
وسواء كانت الإقامة في كندا مؤقتة أو دائمة وبغض النظر عن طول مدة الحرب، فإن الشتات الأوكراني سيواصل بذل كل ما في وسعه لتخفيف محنة الاقتلاع واللجوء.
في سياق متصل،أقيم في العاصمة الكندية أوتاوا هذا الأسبوع معرض صور بمناسبة مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط / فبراير 2022.
تعرض سلسلة الصور الفوتوغرافية حياة المواطن الأوكراني ميخايلو شامانوف السابقة كمذيع في لقطات له في الاستوديو وغيرها من صوره الشخصية.
هذا المذيع قبل الغزو الروسي لبلاده، يرتدي اليوم ملابس عسكرية وتسلط الأضواء على حياته الجديدة كعضو في وحدة دفاع إقليمية أوكرانية.
يعتبر انتقال شامانوف من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية واحدة من العديد من القصص المماثلة التي ينقلها معرض الصور في الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا المستمر لغاية يوم غد الجمعة.
(المصدر: سي بي سي، راديو كندا، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)