يبلغ عدد المهاجرين الذين تستقبلهم مقاطعة كيبيك هذه السنة رقماً قياسيا، يرتقب أن يتخطى الـ 000 100 مهاجر.
يتوزع هؤلاء المهاجرون ما بين مهاجر دائم ومهاجر مؤقت و مهاجر غير نظامي. أما بالنسبة إلى المهاجرين الدائمين فسيناهز عددهم الـ 70 ألف مهاجر، بزيادة تزيد عن 50% بالمقارنة مع العام 2021 . وتحاول مقاطعة كيبيك بذلك أن تعوّض عن الانخفاض في أعداد المهاجرين الذي فرضته الجائحة في العامين الماضيين.
وستستمح حكومة كيبيك برئاسة زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك فرنسوا لوغو باستقبال عدد متزايد من العمال الأجانب المؤقتين.
وتشهد أعداد هؤلاء العمال ارتفاعا مطردا منذ العام 2017، تبلغ نسبته 80%. وإذ كان وصل إلى مقاطعة كيبيك عام 2017 نحو 18 ألف عامل أجنبي مؤقت، أصبح هذا العدد حوالي 33 ألفًا من العمال الأجانب الذين حصلوا على تصريحات بالعمل في كيبيك بين عامي 2019 و2020، مع اتجاه مماثل في عامي 2021 و 2022.
بالإضافة إلى هؤلاء الوافدين المنتظمين والخاضعين للإشراف، هناك أيضًا طالبو اللجوء. في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، تم الإبلاغ عن أكثر من 7000 دخلوا بشكل غير نظامي عبر حدود كيبيك مع الولايات المتحدة الأميركية، عبر طريق روكسام الحدودية في مدينة سان برنارد دو لاكول في جنوب جزيرة مونتريال، هؤلاء الأشخاص يطلبون اللجوء في البلاد.
وتتوقع حكومة كيبيك حسب المعدل الحالي، وصول 000 30 إلى 000 35 شخص من طالبي اللجوء بحلول نهاية العام الحالي، عبر حدود كيبيك على طريق روكسام.
إغلاق طريق روكسام: مطلب كيبيك
يقول المحلل الاقتصادي في هيئة الإذاعة الكندية جيرالد فيليون (نافذة جديدة) إن حكومة كيبيك تطلب من الحكومة الفيدرالية ’’إغلاق طريق روكسام‘‘. ’’لعلّها صورة مبسطة، يحب السياسيون استخدامها لمحاولة إثارة بعض الخيال في عقول الناس. في الواقع، الطلب أكثر تعقيدًا ويفترض تدخلا من حكومة جوستان ترودو في أوتاوا وإدارة جو بايدن في واشنطن في آن معاً‘‘.
في الواقع يتابع الصحافي في مقالته فإن موضوع الخلاف هو اتفاقية البلد الثالث الآمن (نافذة جديدة) الموقعة بين كندا وجارتها الجنوبية.
ويُشكل هذا الاتفاق إطاراً قانونياً لطلبات اللجوء على الحدود المشتركة بين كندا وجارتها البرية الوحيدة، الولايات المتحدة، وينصّ على أنه يتوجّب على طالبي اللجوء أن يطلبوا الحماية في البلد الآمن الأول الذي يصلون إليه.
وبموجب الاتفاق تعتبر كلٌ من كندا والولايات المتحدة البلدَ الآخر آمناً بما فيه الكفاية كي يُطلَب فيه اللجوء.
وفيما يخصّ كندا هذا يعني أنّ بإمكانها أن تعيد إلى الولايات المتحدة اللاجئين المحتمَلين الذين يصلون إلى نقاط العبور البرية قادمين من هذا البلد لأنّ عليهم بموجب الاتفاق أن يطلبوا اللجوء في الولايات المتحدة.
ووقعّت الدولتان الجارتان على الاتفاق عام 2002، في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن التي تبنّاها تنظيم القاعدة التكفيري. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 29 كانون الأول (ديسمبر) 2004.
إن أي شخص موجود على الأراضي الأميركية ويريد طلب اللجوء في كندا لا يمكنه أن يسلك طريقًا عاديًا، وهو طريق الجمارك. بل عليه أن يمر عبر طريق غير نظامية وطلب اللجوء من السلطات.
يتابع الصحافي في سرده: ’’هكذا، ومع مرور الوقت، تم تشكيل ممر غير رسمي وهو ممر روكسام رود، الذي يسهل الوصول إليه بين ولاية نيويورك ومقاطعة كيبيك. مع الوقت، ونظرا إلى تدفق العديد من الأشخاص على هذا الممر، قامت الشرطة الملكية الكندية بإنشاء نقطة حدودية لإضفاء الطابع الرسمي على الاستقبال والإشراف على حركة الهجرة هذه.
إغلاق طريق روكسام ليس حلاً، فهل يجدر المطالبة بإقامة جدار ضخم؟ يتساءل الصحفي.
إن إغلاق طريق ’’روكسام رود‘‘ فعليا وتثبيت سياج هناك، كما أثار زعيم الحزب الكتلة الكيبيكية السابق جان فرنسوا ليزيه عام 2018، هي صورة مبسطة تماما لأنها غير عملية.
إن إغلاق مسار واحد يعني فتح الآلاف من المسارات الأخرى. بخلاف ذلك، علينا أن ندعو، مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى بناء جدار ضخم، من هذا الطرف من البلاد إلى طرفها الآخر.
يجدر مراجعة الاتفاقية بين أوتاوا وواشنطن، بحسب تعبير الصحافي. وتقول حكومة ترودو إنها تتفاوض مع الإدارة الأمريكية على هذا الأمر.
في غضون ذلك، ربما يكون اقتراح وزير الهجرة الحالي في حكومة كيبيك جان بوليه، بضمان نقل الأشخاص الذين يعبرون طريق روكسام بشكل غير منتظم في أماكن أخرى في كندا هو الأنسب في هذه الظروف.
إن كافة عمليات العبور غير النظامية تجري على طريق روكسام، إذ يتواجد معظم طالبي اللجوء في شرق الولايات المتحدة، وخاصة في نيويورك أو فلوريدا. علما أنه يسهل الوصول إلى الحدود بين ولاية نيويورك وكيبيك في عدة أماكن.
حاجة كيبيك إلى المهاجرين لتخفيف النقص في اليد العاملة
يبدو أن حكومة فرانسوا لوغو تدرك أن كيبيك بحاجة إلى المهاجرين.
وكان رئيس حكومة كيبيك، خلال مناقشات في مجلس النواب، اتهم الليبراليين بالاعتماد فقط على الهجرة لتخفيف النقص في العمالة، دون مراعاة اندماجهم ومعرفتهم باللغة الفرنسية.
ولكن، في الواقع، قررت حكومة لوغو الترحيب بعدد قياسي من المهاجرين إلى كيبيك في عام 2022. هؤلاء المهاجرون هم من بين العديد من الحلول التي سيتم تنفيذها في محاولة للحد من الضغط الاقتصادي الناجم عن نقص العمالة.
أولاً، قررت كيبيك تعويض النقص الناجم عن الوباء، الذي أدى إلى إبطاء حركة السكان ونشاطهم. وقد استقبلت كيبيك ما يزيد قليلاً عن 40.000 مهاجر في عام 2019، ثم 000 25 في عام 2020، قبل أن يرتفع العدد إلى أكثر من 40.000 في عام 2021. لتستقبل المقاطعة ذات الأغلبية الناطقة بالفرنسية عام 2022 عددا قياسيا يقارب الـ 000 70 مهاجر.