مع حلول أعياد الميلاد، تعيش مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة في الأراضي الفلسطينية أجواء حزن، حيث امتنع المسيحيون عن الاحتفال ومظاهر الفرح، مع الاقتصار على الطقوس الدينية، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين.
واقتصرت الاحتفالات بأعياد الميلاد في مدينة بيت لحم على الشعائر الدينية فقط، دون حجيج أو زوار أو مظاهر احتفالية.
ووصل موكب بطريرك القدس للاتين البطريرك “بيير باتيستا بيتسابالا”، اليوم الأحد إلى بيت لحم قادما من القدس ليترأس قداس منتصف الليل بعيد الميلاد المجيد.
وتبلغ احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي ذروتها بقداس منتصف ليل الأحد/ الاثنين (25/24 ديسمبر/ كانون الأول) في كنيسة المهد، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وبعد استقباله في ساحة كنيسة المهد، سار البطريرك برفقة مستقبليه قبل أن يدخل الكنيسة ويترأس قداسا خاصا في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية، استعدادا لقداس منتصف الليل.
رئيس بلدية بيت لحم “حنا حنانيا” قال في تصريحات صحافية إن “عيد الميلاد المجيد يأتي مختلفا هذا العام كليا عن السنوات السابقة في ظل حالة من الحزن على حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، والحصار والإغلاقات على المدن في الضفة الغربية”.
أضاف:”بيت لحم تتعرض لإغلاق شامل لجميع مداخلها باستثناء بعض الطرقات التي تتحكم السلطات الإسرائيلية بحركتها من جانب أحادي”، مشددا على أن “هذا حصار كامل على الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وأضاف:”المؤسسات في بيت لحم جميعها والكنائس اتخذت قرارا باقتصار أعياد الميلاد المجيدة على الشعائر الدينية وإلغاء جميع مظاهر الاحتفالات”.
ومضى قائلا:”بيت لحم وجهت رسالة للعالم بأنه لن يكون هناك إضاءة لشجرة الميلاد هذا العام، وتم استبدالها بمغارة الميلاد وأطلق عليها اسم مغارة الميلاد تحت الأنقاض” وكأنه تم قصفها كما يحدث في قطاع غزة.
ولا يتوقع أن يكون عدد الزوار والمصلين والسياح كبيرا خلال هذا اليوم وفي وقداس منتصف الليل في المدينة التي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيها.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة “حما.س” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل وأسفر عن مقتل 1140 شخصا، وفقا لرواية السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بقصف عنيف على قطاع غزة وهجوم بري بعد أن تعهدت بالقضاء على حركة حماس.
وأوقع القصف الإسرائيلي 20424 قتيلا وفق آخر إعلان لوزارة الصحة في القطاع مساء اليوم الأحد.
وتؤكد الوزارة بأن أكثر من ثلثي الضحايا جراء القصف الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء.