تستعد كندا لرئاسة مجموعة السبع (G7) في عام 2025، مما يمنحها فرصة قيادة قمة تضم سبعا من أقوى الاقتصادات العالمية في وقت يشهد اضطرابات سياسية داخل البلاد وخارجها.
وتشمل مجموعة السبع كلا من الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وكندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف تنسيق استجابات الديمقراطيات للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
ولا تمتلك مجموعة السبع ميثاقا أو مكاتب أو إدارة دائمة، وتتخذ القرارات بناء على الإجماع، دون تصويت رسمي.
كما تتضمن الرئاسة الدورية للمجموعة سلسلة اجتماعات في الدولة المضيفة لتسيق السياسات التي تتراوح من الدفاع إلى التنظيم الرقمي، وتنتهي الاجتماعات بقمة تجمع قادة العالم لتحديد أولوياتهم ومناقشة التحديات العالمية.
وفي عام 1976، انضمت كندا إلى المجموعة، وستكون هذه هي المرة السابعة التي تستضيف فيها اجتماعاتها.
ومن المقرر أن تستضيف كندا القمة في الفترة من 15 إلى 17 يونيو في منطقة Kananaskis، بألبرتا.
الانضمام إلى مجموعة السبع
وصف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، مجموعة السبع بأنها “لجنة قيادة العالم الحر”.
بينما يرى السناتور بيتر بوم، وهو دبلوماسي سابق لعب دورا رئيسيا في مشاركة كندا في المجموعة، أن انضمام كندا إلى المجموعة يوفر لها أداة لتعزيز نفوذها وحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية.
وعلى الرغم من أن مجموعة السبع اهتمت تاريخيا بالقضايا الاقتصادية، فإن ظهور دول مثل الصين والهند دفعها للاهتمام أكثر بسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والأسواق المفتوحة.
ما هي القضايا التي تركز عليها كندا؟
أوضحت وزارة الشؤون العالمية الكندية أن البلاد ستسعى إلى تعزيز “الاقتصادات الشاملة، ومكافحة تغير المناخ، وإدارة التقنيات الحديثة”.
كما تعهد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بدعم مشاريع بحثية حول الذكاء الاصطناعي تضمن احترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية.
وقال ترودو الأسبوع الماضي إنه سيدافع عن “السلام والحرية لأوكرانيا”.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يلتزم ببعض الأولويات العالمية الرئيسية لكندا، بما في ذلك دعم أوكرانيا، ومكافحة التدخل الأجنبي، وإصلاح الوكالات المالية مثل البنك الدولي حتى تتمكن من خدمة البلدان النامية بشكل أفضل.
وقال بوم إن ترودو قد يحاول تعزيز الدعم لمنظمة الصحة العالمية، أو الانضمام إلى الدعوات لإصلاح المؤسسة.
كيف سيكون شكل العام؟
وباعتبارها الدولة المضيفة للمؤتمر في العام الماضي، استضافت إيطاليا 24 اجتماعا بين شهري مارس ونوفمبر 2024، تراوحت الاجتماعات من اجتماع لوزراء السياحة إلى آخر حول العلوم والتكنولوجيا.
وقال بوم إن كندا من المرجح أن تعقد اجتماعات أقل وتعقد اجتماعات ثنائية، ربما من خلال عقد اجتماعات متوازية بين وزراء الخارجية والدفاع في مدينة واحدة، مضيفا أن كندا فعلت ذلك في المرة الأخيرة للحد من تكاليف الأمن الباهظة.
كما ذكر: “التحدي الذي يواجه كندا يتمثل في التوقيت وكيفية ملاءمة ذلك مع تقويمنا السياسي والانتخابي، وفي نوع المبادرات التي يجب طرحها”.
ماذا عن ترامب؟
في المرة الأخيرة التي استضافت فيها كندا قمة مجموعة السبع، طغى ترامب على قمة الزعماء خلال إدارته الأولى برفضه التوقيع على البيان الختامي، وغادر مبكرا وانتقد ترودو ووصفه بأنه “غير أمين وضعيف للغاية” في خلاف حول التعريفات الجمركية.
وألقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض هذا الشهر بظلال من عدم اليقين على مجموعة السبع، نظرا لتفضيله عقد الصفقات بشكل مباشر بدلا من العمل داخل مجموعات متعددة الأطراف.
وقال بوم إن مجموعة السبع أكثر أهمية بالنسبة لكندا من الولايات المتحدة، ويجب على أوتاوا التنسيق مع أي شخص في الدائرة الداخلية لترامب.
في غضون ذلك، قال محامو الهجرة الكنديون إن ترامب ممنوع من الناحية الفنية من عبور الحدود إلى كندا منذ أن اعتبرته محكمة في نيويورك مجرما مدانا في مايو، وهذا يعني أنه قد يحتاج إلى إذن خاص من أوتاوا لدخول البلاد.
الاضطرابات السياسية
قبل الاضطرابات السياسية الشهر الماضي، تحدث ترودو مرارا وتكرارا عن دوره الوشيك في رئاسة قمة مجموعة السبع في يونيو، مما دفع المراقبين إلى الاعتقاد بأنه سيبذل قصارى جهده للحفاظ على حكومته الأقلية في السلطة حتى الخريف.
لكن مع استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند وتصاعد الاضطرابات السياسية، يواجه ترودو احتمال إسقاط حكومته عبر تصويت على الثقة، ولكن إذا قاد ترودو القمة، سيكون الأطول خدمة بين نظرائه، مما يمنحه فرصة واضحة لتحديد الأجندة، وفقا لبوم.
وأكد بوم أنه لديه “ثقة كاملة” في قدرة المسؤولين الكنديين على تحقيق فترة ناجحة لمجموعة السبع، بغض النظر عن من سيكون رئيس الوزراء.
مهاجر