حذرت وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية الاتحادية ما يقرب من 000 21 كندي في لبنان من أنهم لا يستطيعون الاعتماد على رحلات الإجلاء الحكومية إذا دمرت الحرب ذلك البلد.
من جهتهم، أكد الكنديون اللبنانيون بأنهم يعون تماما خوف وقلق السلطات الكندية. ومع ذلك لا يزمع عدد كبير منهم قطع إجازاتهم هذا الصيف في لبنان، كما أكدوا في اتصالات هاتفية معهم من بيروت.
دافع هؤلاء عن قرارهم بالبقاء في بيروت على الرغم من التحذيرات المتكررة للسلطات الكندية بتجنب السفر إلى لبنان منذ إندلاع حرب غزة.
لم تتغير آراء اللبنانيين حتى بعد اغتيال قيادي لحزب الله في الضاحية الجنوبية واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران مطلع الأسبوع، مع العلم أن الحادثتين أربكتا مطار بيروت الدولي وتأثرت حركته.
في مونتريال، خيمت أجواء الترقب والتوتر في نفوس المغادرين إلى بيروت، قال البعض إنه تلقى إخطارا بتأجيل رحلته في اليومين الماضيين. ولكن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية لم تلغ أيا من رحلاتها أقله تلك التي كانت متعاقدة مع شركة الطيران الكندية Air Canada، كما أكد الطالب في جامعة مونتريال جو جرمانوس الذي غادر مونتريال الثلاثاء 30 تموز /يوليو ووصل إلى بيروت في اليوم التالي، من دون أي تأخير يذكر.
حياتي ليست أغلى من حياة أحبتي
في عكار في لبنان الشمالي، يقول نيكولا شلهوب جازما: ’’لن أقطع إجازتي وحياتي ليست أهم من حياة والدي وشقيقتي وأولادي وعائلاتهم الذين يعيشون في لبنان‘‘. أما ما يجري في لبنان والخوف من احتدام الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فيقول ابن الخامسة والسبعين حولا: ’’إنه أمر بتنا متعودين عليه، وعلى أبواب كل إجازة صيف يعود ويتكرر السيناريو ذاته مع تكرار الأسئلة المحيرة هل نسافر أم لا نسافر‘‘.
علما أن نيكولا شلهوب قطع إجازته إلى لبنان الخريف الماضي بعد بدء حرب غزة ولكنه لن يكرر ذلك هذه المرة، على حد تعبيره. هذا وقد سارع إلى تسجيل اسمه واسم زوجته في السفارة الكندية في بيروت ليبقوا على تواصل مع كل جديد يصدر عن السلطات الكندية.
وديع عقل: سيناريو الحرب مستبعد
يمضي وديع عقل في كل سنة إجازة الصيف مع زوجته وأولاده الثلاثة في بلدة الزعرور في قضاء المتن التابع لجبل لبنان. ملّم بالسياسة متابعا كافة التطورات، محللا معقبا، يساور عقل يقين بأن الوضع لن يتأزم أكثر ’’على الأقل لن تشهد مناطقنا حربا‘‘ كما يقول . ويتابع ’’لو كنت من سكان الضاحية والجنوب اللبناني، لكنت نزحت على الفور إلى المناطق الشرقية… في أي حال من الأحوال لست مستعدا لقطع إجازتي، خصوصا أنني أسعى إلى أن أكون قدر المستطاع بجانب والدي ووالدتي، أشبع عينيّ برؤيتهما‘‘.
ولكن ماذا لو استحال أخذ الطائرة في الموعد المحدد للعودة إلى عمله وعودة أولاده إلى المدارس والجامعات؟
البواخر الراسية في خليج جونية على بعد نحو 20 كلم شمال مدينة بيروت على أهبة الاستعداد للإبحار إلى قبرص ولن تنقطع بنا السبل…لا نعتمد على الحكومة الكندية لإجلائنا ونتحمل تبعات قرارنا.نقلا عن وديع عقل، مهندس زراعي
شعب يعشق الحياة ويرقص على جراحه
الشابة ماري بيل الأشقر وصلت إلى بيروت مطلع شهر تموز /يوليو المنصرم لزيارة أهلها، ما تفعله في إجازتَي الشتاء والصيف من كل عام، منذ التحاقها بجامعة مونتريال قبل ثلاث سنوات لتحصيل الماجستير في الهندسة المدنية.
تعمل ماري بيل كباحثة في جامعة مونتريال وقد تلقت مؤخرا إخطارا بمنحها الإقامة الدائمة من حكومة كيبيك. وعلى الرغم من ذلك تقول إنها لن تستعجل العودة المقررة نهاية شهر آب /أغسطس الحالي ولا زال هناك وقت قبل ذلك التاريخ آملة في ألا ينفجر الوضع الأمني ويقفل المطار.
’’شواطىء بيروت تعجّ بالمصطافين، مهرجانات الصيف مستمرة في كل المناطق، حجوزات المطاعم والنوادي الليلية من بيروت إلى البترون باستيعاب أقصى، زحمة سير، بهجة وصخب، لا شيء هنا يعكس الأخبار السياسية والأمنية التي تتصدر المانشيتات في وسائل الإعلام الكندية والدولية‘‘، على حد تعبيرها.
بيروت أشبهها بامرأة أنهكها التعب وعلى جسدها كدمات وجروح …صافحت الموت أكثر من مرة…ولكن بيروت كما رأيتها اليوم إمرأة جبارة تزداد رونقا وأنوثة وجمالا، ويتقن أبناؤها صناعة الفرح.نقلا عن ماري بيل الأشقر، طالبة جامعيةالأسباب نبيلة
المستشارة في العلاقات العامة لميا شارلبوا تدير صفحة على فيسبوك تضم أكثر من 13 ألف مشترك من الكنديين اللبنانيين. يسألها العديد اليوم عما تنصح به بالنسبة إلى إرجاء أو عدم إرجاء السفر إلى بيروت، فترد قائلة: ’’ أنا لا أمثل أي منظمة غير حكومية ولا يمكنني أن أحسم أي قرار، أنصح بأن يتبع كل شخص إلهامه‘‘.
’’إن اتكالي على الله وحده‘‘ تقول شارلبوا التي ذهبت مرتين إلى لبنان بعد بدء حرب غزة في الخريف الماضي.
اشترى اللبناني بطاقة سفره ذهابا وإيابا وليس في نيته مطلقا الاتكال على أي سلطة حكومية لتعيده إلى البلاد ولا هو يستجدي أو يستعطف شيئا، اللبناني ملّم بإدارة الأزمات.نقلا عن لميا شارلبوا، مستشارة علاقات عامة
تناقش المتحدثة قرار الحكومة الكندية بعدم مسؤوليتها عن إجلاء رعاياها اللبنانيين فتقول: ’’إن الكنديين اللبنانيين يقومون بواجباتهم على أكمل وجه في كندا ويسددون المبالغ الضريبية، فما المانع أن تساعد كندا هذه المرة أيضا في إجلاء رعاياها من لبنان؟‘‘
تضرب مستشارة العلاقات العامة مثلا عن طبيب لبناني علِق في لبنان وعلى جدول مواعيده عمليات جراحية في كندا، ’’ماذا تفعل كندا في هذه الحالة بعدما حاول الطبيب قصارى جهده للعودة ولم يستطع؟‘‘، تتساءل لميا شارلبوا.
تؤكد المتحدثة أن لكل شخص أسبابه الوجيهة والنبيلة بزيارة لبنان، ولاءنا دوما للبلد المضيف والبلد الأم ونحن بحاجة إلى أن نتفاعل بالتساوي مع أهلنا هنا وأهلنا هناك.
اشتقت إلى أن أشتّم رائحتك، تقولها جدتي في كل مرة تعانقني فيها بعد غياب…لذا أزور لبنان ولن يثنيني أمر عن واجبي تجاهه وتجاه أهله…قد أتريث في الذهاب إلى بيروت في اللحظة الحاضرة لكني أبدا لن أتردد في السفر في حال طلب مني قريب أن أكون بجانبه.نقلا عن لميا شارلبوا، مستشارة علاقات عامة