غالباً ما يكون موسم الأعياد فرصة للاستدراك الثقافي، سواء من خلال قراءة كتاب اشتريناه منذ فترة ولم يكن لدينا الوقت للقيام بذلك أومشاهدة فيلم أكان خياليا أووثائقيا عن موضوع يثير اهتمامنا.
ويمكن لِفيلم كوروموسو: الأخت الكبرى (Koromousso – Grande soeur) الذي يتناول موضع ختان الإناث أن يكون أحد هذه الأفلام.
والفيلم الذي أخرجته حبيباتا أورمي وجيم دونوفان، متاح مجاناً منذ 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للسينما (كندا).
أبطال كوروموسو – الأخت الكبرى يكسرون التابوهات الثقافية المتعلقة بالجنس الأنثوي ويطالبون بالحق في استعادة أجسادهم.
وبحثاً عن الشفاء الفردي والجماعي، تدعم النساء بعضهن البعض طوال رحلة الفيلم مما سيسمح لهن بالتغلب على العواقب المؤلمة للختان وإعادة بناء احترامهن لذاتهن.
بحديثهن عن أنفسهن، ’’يعارضن السيطرة الاجتماعية على أجسادهن، وبالتالي يلهن جيلا ًكاملاً من الشباب الكنديين والمهاجرين‘‘، كما جاء في بيان المكتب الوطني للسينما.
وتقول حبيبيات أورمي إنها استعانت بتجربتها الخاصة مع الختان.
أردت أن أروي قصص العديد من النساء بناءً على تجربتي الخاصة، دون النظر إليهن بنظرة حزن أو شفقة أو ضحية.
نقلا عن حبيباتا أورمي، مخرجة
وأضاقت أنّها كانت تلاحظ دائماً أن النضال من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وختانها منتشر، ’’لكنني وجدت أن النساء اللاتي يعانين من عواقبه لم يكن لديهن العديد من الخيارات.‘‘
وتقول إنّها أرادت أن تحكي القصة التي تربطنا بعائلتها ’’رغم الألم.‘‘
وفي البداية أخبرت شريكها جيم دونوفان بهذه الظاهرة ’’لأنه لم يكن على دراية بها‘‘، كما تقول.
وعملا على الفكرة معًا لعدة أشهر بمساعدة المنتج دوني ماكريدي. حينها ’’أدركنا أنه يجب علي أن أكون الأخت الكبرى في الفيلم، وبالتالي أمام الكاميرا مع الآخرين.‘‘، كما أضافت.
وقالت حبيباتا أورمي : ’’ بطبيعة الحال، أصبح جيم هو الشخص الذي يطرح الأسئلة، وأنا حارسة القصة. كانت ميزة العمل مع جيم هي أنه عندما يكون هناك الكثير من المشاعر، يمكنني الاعتماد عليه. لقد كان تعاوناً يعتمد على الكثير من الحوار والاستماع، من البداية إلى النهاية.‘‘
’’أريد قطعتي التي أفتقدها. أريد أن أكون امرأة كاملة‘‘. بهذه العبارة تعبّر صافياتا، وهي إحدى المشاركات في الفيلم الوثائقي والتي قرّرت القيام بعملية جراحية لإعادة ترميم الأعضاء التناسلية مثل ما فعلته حبيباتا أورمي في عام 2013.
وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، خضعت ما لا يقل عن 200 مليون فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 49 عاماً من 31 دولة لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث).
وتقيم الآن العديد منهنّ في كندا، التي تحظر هذه الممارسة التقليدية. ولا توفّر كندا عملية الترميم الجراحية.
وبالجمع بين القصص الحميمية للعديد من النساء ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مع المسار الخاص للمخرجة المشاركة حبيباتا أورمي، يستكشف كوروموسو – الأخت الكبرى ظاهرة الختان كما تعيشها المهاجرات الإفريقيات في كندا.
وعبر نهج تعاوني وشامل يُظهر حساسية ثقافية كبيرة، يتناول كل من حبيباتا أورمي وجيم دونوفان أيضا ’’العار الذي يمكن أن تتعرض له النساء المختونات في المجتمع الغربي والدوائر الطبية، التي لا تتقبل تجربتهن‘‘.
وتقول المخرجة إنها في البداية، أرادت أن تحكي قصتها، ولكن من خلال تجربة الآخرين. وكان من الصعب العثور على شخص آخر. ’’إنه موضوع حساس للغاية، وغالباً ما تفضل النساء عدم الكشف عن هويتهن‘‘، كما أضافت.
أدركتُ أنه، باعتباري ناشطة، كان عليّ أن أكون قدوة إذا أردت أن تنضم النساء إليّ بنسبة 100٪ وأن يثقن بي. لا أحب رؤية نفسي على الشاشة. لقد كان الأمر صعباً، لكن كان لا بد من ذلك.
نقلا عن حبيباتا أورمي، مخرجة
وبالنسبة لها، ’’إذا كانت العقليات تتغير ببطء في أفريقيا، فإن الفيلم الوثائقي يوضح أنه من الضروري أيضاً، لجميع النساء الكنديات أن يحصلن على حياة جنسية عادلة، لنشر الجهود التعليمية داخل أنظمة الرعاية الصحية في كيبيك وكندا – وهو العمل الذي يمكن لأخوات النضال أن يقمن به.‘‘