بسبب حرصها الشديد على تقليص قوائم الانتظار، تواصل شبكة الصحة العامة في كيبيك انعطافها باتجاه القطاع الخاص، محوّلةً إليه فحوصات وعمليات جراحة نهارية (تستغرق يوماً واحداً)، وآملةً في أن تساهم بذلك بتوفير وقت للعمليات في المستشفيات.
وخلال الأسابيع المقبلة، تستعد مؤسسات الرعاية الصحية في مونتريال الكبرى لمنح عقود بقيمة قياسية لمراكز طبية متخصصة (CMS) توفر خدمات الجراحة النهارية والتنظير الداخلي والتصوير وعمليات طب العيون.
ووفقا لتجميع أجراه راديو كندا، تعتزم حوالي 12 مؤسسة تابعة لشبكة الصحة العامة الاستعانة بالقطاع الخاص من أجل القيام بأكثر من 600 ألف إجراء طبي على مدى السنوات الخمس المقبلة تُقدَّر قيمتها الإجمالية بنحو 500 مليون دولار.
على سبيل المثال، في منطفة مونتيريجي، التي تحيط بجزيرة مونتريال من ثلاث جهات، تتوقع المؤسسات الصحية الثلاث (في الغرب والوسط والشرق) إعطاء القطاع الخاص عقوداً بقيمة إجمالية قدرها حوالي 120 مليون دولار حسب أقل العروض سعراً التي تم الكشف عنها.
وتهدف مؤسسات الرعاية الصحية، في المنطقة المذكورة كما في سائر مناطق كيبيك، إلى تقليص قوائم الانتظار.
يُذكر أنّ وزير الصحة الكيبيكي، كريستيان دوبيه، ورئيس اتحاد الأطباء المتخصصين في كيبيك، الدكتور كريستيان أوليفا، التزما علناً في أيار (مايو) 2023 بـ’’تعويض التأخير المتراكم في التدخلات الجراحية خلال الجائحة (كوفيد-19)‘‘.
والهدف، على وجه الخصوص، هو تقليص عدد المرضى على قوائم الانتظار منذ أكثر من عام إلى 2500 بحلول كانون الأول (ديسمبر) 2024.
ويُشكّل هذا الأمر سباقاً مع الوقت، فيما ينتظر نحو من 15 ألف مريض منذ أكثر من عام من أصل إجمالي عدد المنتظرين البالغ نحو 155 ألفاً، وفيما لا تزال قائمة الانتظار لاستشارة طبيب متخصص تتجاوز الـ800 ألف مريض.
يُشار إلى أنه خلال الجائحة تم منح العديد من العقود القصيرة الأجل بالتراضي بموجب مرسوم الطوارئ الصحية.
ويلفت مكتب وزير الصحة في حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أنّ ’’العملية الرسمية لتقديم العروض التي أطلقناها للتوّ ستسمح لنا من الآن فصاعداً بأن نكون أكثر شفافية وقابلية للتوقع‘‘.
أمّا الناطق باسم حزب التضامن الكيبيكي (QS) لشؤون الصحة، النائب فينسان ماريسال، فيقول إنه ’’من الواضح جداً أنّ المراكز الطبية المتخصصة تعمل في منشآت حديثة ووفق جداول زمنية مؤاتية، (وهي) أكثر جاذبية بكثير من مستشفياتنا القديمة التي هي في طور الانهيار‘‘.
’’خلال هذا الوقت، تعمل غرف العمليات لدينا بوتيرة أبطأ، لا سيما بسبب النقص في الموظفين (…). ليس من مهام الحكومة أن تدفع الناس إلى القطاع الخاص‘‘، يضيف ممثل هذا الحزب اليساري، ثاني أحزاب المعارضة في الجمعية الوطنية الكيبيكية.
نقلاً عن موقع راديو كندا،